الرياض، المملكة العربية السعودية(CNN) -- كلف نائب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، القيادي المعارض محمد سالم باسندوة، بتشكيل حكومة وفاق وطني، تنفيذا للمبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن وآليتها التنفيذية، وذلك في ثاني قرار له في هذا الإطار بعد تحديده لانتخابات رئاسية مبكرة في فبراير/شباط المقبل، في حين قرر الرئيس علي عبدالله صالح إصدار عفو عام على خلفية الأحداث الماضية، مستثنيا المتورطين بمحاولة اغتياله.
وعلى صعيد القرار الخاص بتكليف باسندوة، فقد جاء في فقراته الأولى أن الخطوة تأتي "بناء على ترشيح أحزاب اللقاء المشترك،" المعارضة.
يشار إلى أن قوى المعارضة اليمنية كانت قد اقترحت اسم باسندوة منذ أيام، وانتظرت الأوساط السياسية منذ ذلك الحين صدور قرار تكليفه.
وقد سبق لباسندوة أن تولى العديد من المناصب السياسية والحكومية، وكذلك الكثير من الحقائب الوزارية والمهام الاستشارية.
من جانيه، ترأس صالح، الذي تنازل عن صلاحياته لهادي، اجتماعا مشتركا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وقيادات أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي الأحد، لمناقشة عدد من القضايا والمستجدات الراهنة في ضوء التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقال صالح خلال الاجتماع إنه يجب إجراء حوار برعاية هادي "ومن يتلكأ يتحمل المسؤولية ويتم إبلاغ أمين عام مجلس التعاون الخليجي وكذلك مبعوث الأمم المتحدة لكي يعرفوا من الذي يعرقل." وشدد على ضرورة أن "تتجه الأمور نحو الهدوء وعدم الاعتداء على المعسكرات."
واعتبر صالح أن توقيع المبادرة "انتصار للشعب اليمني ولاغالب ولامغلوب" وأعلن "العفو العام عن كل من ارتكب حماقات خلال الأزمة ما عدا المتورطين في جرائم جنائية وفي حادث تفجير مسجد دار الرئاسة،" مشيراً إلى أن هؤلاء "سيحالون إلى العدالة" على حد تعبيره.
ويستعد اليمن بعد توقيع اتفاق انتقال السلطة في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي، لتطبيق المبادرة الخليجية، والتي تأمل دول مجلس التعاون الخليجي في أن تسهم في بناء يمن جديد.
ويقول قياديون في المعارضة اليمنية تحدثوا لـCNN بالعربية، إن التركيز في المرحلة المقبلة ينبغي أن يكون على "تهدئة الشباب وجمع كافة الأطراف اليمنية للتركيز على تطور البلاد بشكل سريع وخصوصا من البنية التحتية."
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء الشيخ نبيل محمد علي الخامري إن "أول الخطوات بعد انتقال السلطة والتوقيع على المبادرة الخليجية في العاصمة الرياض هو بناء البنية التحتية في اليمن وهذا الأمر يحتاج إلى ميزانية ضخمة والى جهد كبير."
وأضاف الخامري "نسعى لأن يكون عام 2012 عاماً جديداً مشرقاً في اليمن وان تبدأ اللجان المشكلة والتي اقترحنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني بالعمل بشكل عاجل على تطور وتقدم البلاد في كافة الميادين."
وشدد على أن "يتم التركيز على بناء البنية التحتية ليواكب اليمن دول الجوار وان تكون اليمن دولة خليجية خلال الفترة القريبة المقبلة ولها دور ريادي وفاعل في محيطها."
وقال الخامري "خلال عودتنا الآن كممثلي المعارضة الشبابية وعناصر بناء اليمن الجديد سنركز على تهدئة الشباب بشكل كبير ومحاولة التركيز على المستقبل ونسيان الماضي مع رحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح."
وأضاف أن "توقيع المبادرة بحضور الزياني والأسرة الحاكمة يالسعودية سيعطي ضمانا وتأكيدا على الإصرار اليمني في إنجاح وتنفيذ ما نتعهد به كمعارضة يمنية مثل فتح صفحة جديدة."
ورأى ضرورة أن "يتم نسيان الماضي والابتعاد عن الأحقاد وان يكون للمعارضة هدف واحد وهو بناء يمن جديد وتوطيد علاقة اليمن بدول الجوار والسعودية في المقام الأول،" لافتاً إلى أن "انضمام اليمن إلى مجلس التعاون سيكون بجهد القوى السياسية والأحزاب اليمنية التي تسعى إلى النهضة."
غير أن الخامري "يعتقد أن اليمنيين سيواجهون صعوبات لوجود بعض النفوس المريضة التي لا ترغب في الإصلاح اليمني ولكن بالإصرار لدى كل الأطياف اليمنية سننجح في نقل اليمن إلى المستقبل."
وفيما يخص ضمان تنفيذ المبادرة الخليجية، قال "تم التواصل مع الأمين العام لدول التعاون إلى طلب واقتراح أن يقوم المجلس في هذه المرحلة بتشكيل لجنة فنية لمتابعة المبادرة الخليجية."
من جانبه قال عضو لجنة المعارضة عمار محمد الهمداني إن "السعودية لعبت دورا مهما وجوهريا في إنجاح وتفعيل المبادرة التي تأتي بالأمن والاستقرار على اليمن والمنطقة بشكل عام والخليج أيضا."
وأضاف أن "المبادرة جعلت اليمنيين يصفون النفوس فيما بينهم ويسعون جاهدين إلى فتح صفحة جديدة لبناء اليمن وهي تعتبر مرحلة تكميلية لبناء الاقتصاد والبنية التحتية في اليمن ليواكب دول الجوار في مجلس التعاون ويشكل قوة خليجية."
ولفت الهمداني إلى انه حضر توقيع المبادرة خمسة من المعارضة اليمنية، وهم عبدالوهاب الأنسي وياسين سعيد نعمان، وحسن زين، ومحمد اليدومي، ومحمد سالم باسندوح.