صنعاء، اليمن (CNN) -- أكد شهود عيان من بلدة زنجبار لـCNN أن قوات تابعة للحكومة تخوض مواجهات قاسية مع مجموعات إسلامية مسلحة غير واضحة الهوية، كانت قد أعلنت سيطرتها على البلدة منذ صباح الأحد، بينما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية قيادات منشقة في الجيش بالإيعاز إلى عناصر من تنظيم القاعدة بدخول زنجبار.
وذكر مصدر طبي في زنجبار لـCNN أن المئات من جنود الجيش اليمني تمكنوا من العودة لشوارع البلدة بعد معارك سقط خلالها أكثر من 35 جريحاً، وأضاف المصدر أن المسلحين "وصلوا فجأة بالمئات، وكانوا مقنّعين، وسيطروا على الشوارع دون اشتباكات."
من جهته، نقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عن مصادر وصفها بأنها "مطلعة" اتهامها للواء المنشق، علي محسن صالح، بأنه "أوعز لتنظيم القاعدة بالاستيلاء على زنجبار بالتنسيق مع صهره طارق الفضلي القيادي السابق في تنظيم القاعدة."
وذكرت المصادر أن محسن "يقف وراء عمليات الاعتداء على موقع الجيش في نهم وجبل العر بيافع وكذا هجوم الجماعات الجهادية وتنظيم القاعدة على مدينة زنجبار بمحافظة أبين بهدف خلق اضطرابات في العديد المناطق في إطار خطة لنشر الفوضى والانقلاب على النظام."
وفي وقت لاحق، ظهر اللواء صالح وإلى جانب اللواء عبدالله علي عليوه، وزير الدفاع السابق، الذي تلا بياناً اتهم فيه الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، بأنه "هو من وجه بتسليم مؤسسات الدولة في أبين (التي تقع فيها زنجبار) لمجاميع أوجدها لإيهام الآخرين بأن اليمن بدونه ستعود إلى صومال آخر."
وبحسب البيان الذي نقلت تفاصيله مواقع المعارضة اليمنية، وبينها حزب الإصلاح المعارض، فإن عليوه اتهم الرئيس اليمني بأنه "يحاول أن يشوه صورة الجيش والأمن ويصورها بأنها مؤسسة فاشلة." كما صدر عن أحزاب اللقاء المشترك بيان استنكرت فيه "قيام نظام الرئيس صالح بتسليم محافظة أبين وعاصمتها زنجبار لبعض الجماعات المسلحة."
وفي الغضون، أفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية، الأحد، بتعرض ثلاثة موظفي إغاثة فرنسيين للاختطاف في مدينة "سيئون" بمحافظة "حضرموت"، تزامناً مع إخلاء عناصر قبلية موالية للشيخ، صادق الأحمر، مقرات حكومية كانت قد احتلتها إثناء مواجهات عنيفة ضد القوات اليمنية.
مسلحون يسيطرون على زنجبار
قال أحد السكان لـCNN: "المسلحون منتشرون في كل مكان ولا يمكننا مغادرة بيوتنا.. وصلوا دون سابق إنذار وبأعداد كبيرة، لم تقع أي اشتباكات مسلحة لدى وصولهم ليل الجمعة، حاولنا الشكوى لقوات الأمن إلا أنهم توروا عن الأنظار."
وأفاد السكان المحليون إن المئات من "المسلحين الملثمين" سيطروا على الشوارع الرئيسية في البلدة، قائلين إنهم مليشيات إسلامية دون تحديد إذا ما كانوا تابعين لتنظيم القاعدة.
القبائل تصعد الضغوط على صالح
وإلى ذلك، أكد طرفا النزاع في اليمن، الأحد، عدم التوصل لاتفاق وقف إطار النار وذلك بعد مواجهات ضارية بين الجانبين، خلال الأيام القليلة الماضية، استولى خلال المقاتلون الموالون للأحمر على مقرات حكومية.
وكانت المواجهات قد تجددت، ليل السبت، بين قوات الرئيس، علي عبد الله صالح، وقبائل حاشد الموالية للشيخ، صادق الأحمر، مساء السبت، بعد قليل من انتهاء المدة الزمنية المتفق عليها للتهدئة بينهما.
وقال عبده جنادي، ناطق باسم الحكومة اليمنية: "المقرات الحكومية مازالت تحت سيطرة أسرة الأحمر وهو ما يجعل التوصل لاتفاق في ظل الظروف الراهنة مستحيلاً.. عليهم تسليم المباني الحكومية أولاً."
إلا أن متحدثاً باسم القبائل قد أعلن، الأحد، إخلاء مقار حكومية دون تحديدها، وهي مزاعم لم تؤكدها الحكومة اليمنية.
وفشلت جهود الوساطة خلال اليومين الماضيين، في استعادة المقار الحكومية التي سيطر عليها أتباع الشيخ الأحمر، خلال ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة بين الطرفين الأسبوع الماضي.
وتسببت المواجهات بين قبائل حاشد وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، في مقتل العشرات، وإصابة المئات، قبيل التوصل لهدنة تقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين، لإتاحة الفرصة للجنة شكلها الرئيس صالح للبحث عن مخرج سلمي للأزمة.
وفي الأثناء، حذرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن التصعيد الخطير للعنف في اليمن من شأنه دفع البلاد إلى حافة حرب أهلية.
وأعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها إزاء ما تقوم به القوات الحكومية من حملة عنيفة ضد المتظاهرين وقصف المناطق السكنية.
ومن المقرر أن توفد المنظمة التابعة للأمم المتحدة فريقاً من محققي حقوق الإنسان إلى اليمن في يونيو/حزيران المقبل لتقييم حالة حقوق الإنسان في البلد، الذي يجتاحه عنف داخلي مع تنامي مطالب شعبية بتنحي صالح بعد ثلاثة عقود في السلطة.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.