صنعاء، اليمن (CNN)-- بث التلفزيون اليمني الرسمي كلمة مسجلة صوتيا أكد فيها أنه بخير، وأشاد فيها بـ"أبناء الشعب وأبطال القوات المسلحة والأمن"، كما أكد أن الهجوم شنته "عصابة" من خصومه آل الأحمر، من قبيلة حاشد، التي كانت قد نفت في وقت سابق صلتها بالهجوم، الذي استهدف مسجداً في القصر الرئاسي.
وقال الرئيس اليمني، الذي أصيب إصابة طفيفة جراء الهجوم، إن سبعة أشخاص قتلوا في الهجوم، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة.
وكان الرئيس اليمني نفسه قد أصيب بحروح طفيفة جراء الهجوم، وفق ما أكدته مصادر رسمية في العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أنه أسفر عن إصابة سبعة مسؤولين كبار في الحكومة اليمنية، بينهم رئيس الوزراء ونائبه، إضافة إلى رئيس مجلس النواب، فيما قتل آخرون، بينهم إمام مسجد القصر الرئاسي، وعدد من الحراس.
وأفاد مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية لـCNN بإصابة صالح في بجروح "طفيفة" في رأسه، نتيجة القصف الذي شنه مسلحون موالون لشيخ قبيلة "حاشد"، صادق الأحمر، إلا أن المسؤول اليمني أكد أن صالح في حالة جيدة، وسوف يلقي خطاباً متلفزاً مساء الجمعة.
كما نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية قوله إن الرئيس صالح "بخير وعافية"، وأضاف أنه "لا صحة لما تروجه قناة الفتنة سهيل، وقناة الجزيرة"، في إشارة إلى تقارير سابقة تحدثت عن مقتل الرئيس اليمني نتيجة القصف.
وأسفر القصف، بحسب مصادر حكومية، عن مقتل خطيب الجمعة في مسجد قصر الرئاسة، إلى جانب 3 من الحراس، وفقاً لما ذكره مصدر مسؤول، قال إن المسجد تعرض لـ"اعتداء غادر بقذيفة ناسفة."
وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن "الاعتداء الغاشم أسفر عن استشهاد خطيب الجمعة، الشيخ علي محسن المطري، وثلاثة من الحراسة، وإصابة عدد من المسؤولين والضباط بجروح مختلفة"، موضحاً أن الرئيس بخير وعافية وصحة جيدة، وأن "الأجهزة المختصة تجري التحريات والتحقيقات."
من ناحيتها، أنكرت قبيلة حاشد اليمنية مشاركتها في اي هجوم استهدف القصر الرياسي في اليمن، وفقاً لما ذكره الناطق باسمها عبدالقوي القيسي، وذلك رداً على ما ذكره شهود عيان من أن القبيلة قصفت القصر الرئاسي.
وفي وقت سابق، أكد شهود في العاصمة صنعاء لـCNN أن مسلحي قبائل "حاشد" قاموا بقصف القصر الرئاسي بالصواريخ، في تطور هو الأول من نوعه بالمواجهات الدائرة بين القوات الحكومية والمسلحين منذ أكثر من عشرة أيام، وقد رد الجيش اليمني بقصف مقر لآل الأحمر في شارع "حدة."
وأكد شهود عيان أن المعارك الطاحنة التي تشهدها المدينة استمرت حتى ساعات الفجر، وقد باشرت وحدات مدعومة بالدبابات منذ الصباح بالاقتراب من منزل الشيخ الأحمر، الذي قال مساعدوه إن عناصره ما زالت على الأرض.
وقال عبده الجنادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية، لـCNN، إن قوات الرئيس صالح "تقترب من تحقيق النصر"، في المواجهات الدائرة منذ قرابة عشرة أيام، في حين رد عبد القوي القيسي، أحد كبار مساعدي الأحمر، بنفي ذلك، مؤكداً أن العناصر القبلية المسلحة ما تزال في أماكنها.
أما في ساحة التغيير وسط صنعاء، والتي يعتصم فيها عشرات الآلاف من المعارضين المطالبين بتنحي صالح، فقد جرى الإبلاغ عن وجود قناصة على الأسطح، إلى جانب مسلحين يقومون بإطلاق النار في الشوارع المحيطة باتجاه الحشود.
وأعرب عدد من المتواجدين في الساحة عن خشيتهم من وجود مخطط لدى الحكومة لمحاولة السيطرة على الساحة بالقوة وطرد المحتجين منها خلال الساعات المقبلة.
من جانبه، نقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، عن محمد علي علاو، رئيس منظمة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة في اليمن، أن صنعاء وافقت على زيارة فريق مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق حول ما يحدث في اليمن، من قضايا تمس حقوق الإنسان نتيجة الأعمال التي ترتكبها الأطراف السياسية.
وبحسب علاو، فقد جرى التنسيق لزيارة الفريق المقررة في يونيو/ حزيران الجاري، وآلية العمل، وبحيث يستمع الفريق إلى شهادات الضحايا من كافة الأطراف.
وأورد الموقع عينه نقلاً عن "مصدر مسؤول" لم يكشف هويته قوله إن عائلة الشيخ الأحمر: "سيتم مطاردتهم ومحاكمتهم كمطلوبين في جرائم حرب، على ذمة ما ارتكبوه من جرائم بشعة."
وكان مصدر حكومي، طلب عدم ذكر اسمه، قد قال الخميس إن القتال اشتد في صنعاء خلال اليومين الماضيين، بسبب تدخل قوات النخبة المشكلة من وحدات خاصة، وكتائب الحرس الجمهوري، لحسم الوضع في العاصمة.
وأضاف المصدر أن هذه القوات مدربة على تطهير الأبنية، وقد طلبت منها الحكومة التدخل لأنها ترغب في الحد من الخسائر العامة، التي قد تقع في حال استخدام القوات العسكرية العادية.
وأعرب المصدر عن قلقه حيال غياب الوساطات التي يمكن لها أن تحول دون تفاقم المواجهات في اليمن، وسأل: "أين دول الخليج؟.. أين الأصدقاء في المجتمع الدولي؟.. يجب أن تتدخل جهة ما لوقف ما يجري!.. يبدو أن الجميع استسلم لأسباب لا نعرفها، ولكن القتال في العاصمة قد يمتد لفترات طويلة جداً."
وأبدى المسؤول قلقه حيال ما قال إنها "عمليات نهب" تتعرض لها المرافق العامة بسبب انقطاع الكهرباء، إذ يصار إلى سرقة أجهزة الكمبيوتر والأثاث من الوزارات والدوائر المختلفة.