أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لم يطرأ تغيير يذكر على مشهد الصحراء الأردنية منذ أن زارها الضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس قبل قرن من الزمن، ونصف قرن منذ عودة المخرج البريطاني، ديفيد لين، إليها لتصوير مشاهد فيلم "لورانس العرب" الذي يروي قصة الملازم الإنجليزي.
ونعود للمنطقة بعدما أصبح الوصول إليها متاح للجميع لاستكشاف كنوز الطبيعة بها على خطى لورنس الذي وصف رحلته بكتاب تناول سيرته الذاتية حمل اسم "أعمدة الحكمة السبعة"، ونستهل الرحلة بالمكان الذي بدأ منه الضابط الإنجليزي.
وادي رم
عندما أرسل لمعاونة العرب في تمردهم على حكم الإمبراطورية العثمانية، وجد لورانس نفسه في المنطقة الفسيحة ذات الصخور الحمراء، وهي تقف بشموخ فوق أروقة الرمال، ومشهد أعجوبة الطبيعة هذه، وتقع على بعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة عمان، وتعتبر من الإرث العالمي بحسب تصنيف اليونسكو، لم يعتريه تغيير منذ مائة عام.
كثبان الصحراء
ضمن إستراتيجيته العسكرية، قاد الضابط الإنجليزي جيشه من هنا لمهاجمة مدينة العقبة الساحلية، إذ أغفل العثمانيون حماية تلك الجبهة كونها محصنة طبيعياً، ويستمتع المسافرون بصحبة بدو الزلابية، والإقامة في خيم مصنوعة من الشعر ومراقبة غروب الشمس ليبدأ نبض الحياة بالصحراء، بحسب الرحالة البريطاني ماثيو تيللر.
العقبة
تقع بجنوب المملكة على سواحل البحر الأحمر القلعة الساحلية حيث لمع نجم الضابط البريطاني وزعمه توحيد القبائل البدوية وشن هجوم مباغت على القوات العثمانية بمدافعها التي كانت موجهة ناحية البحر.
وتضم المدينة بجانب قلعة أثرية شيدت في القرن الرابع عشر وتضررت بفعل هجوم لورنس وهزة أرضية، عدداً من المنتجعات الفاخرة والفنادق.
أزرق
في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" وصف لورنس توقفه في واحة "أزرق" واتخاذه قلعتها كقاعدة لانطلاق عملياته العسكرية ضد الأتراك، وكانت له غرفة للاجتماعات والاستقبالات، ما زالت تقع فوق المدخل الرئيسي للقلعة، و"قلعة أزرق" واحدة من قلاع بالصحراء أنشئت بالعهد الأموي.
عمان
لدى وصول الضابط الإنجليزي عام 1916 للمدينة، كانت مجرد قرية تضم أطلال رومانية وبيزنطية والحضارة الإسلامية ومحطة قطار الحجاز، وتعتبر حالياً مركزا للمال والتقنية والأعمال.
ويذكر أن دور السينما في المملكة المتحدة عرضت الأسبوع الفائت فيلم "لورنس العرب" بعد ترميمه، في الذكرى الخمسين لإنتاجه,
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.