تونس (CNN)-- نفت وزارة الدفاع في تونس ما تردد في عدد من وسائل الإعلام مؤخراً، عن مواجهة محتملة مع "التيار السلفي"، في الوقت الذي أكدت فيه تزايد وتيرة الاعتصامات وأعمال الشغب، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، إضافة إلى عمليات "التهريب" عبر الحدود مع الجمهورية التونسية.

ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات"، عن ممثل وزارة الدفاع الوطني، العميد مختار بن نصر، قوله إن "ما راج مؤخراً في وسائل إعلام، حول تصريح لرئيس أركان الجيش، رشيد عمار، بخصوص الاستعداد لمواجهة السلفيين، أمر خاطئ تماماً، ولا أساس له من الصحة."

وكانت تقاير إعلامية محلية قد نقلت عن الجنرال رشيد عمار، "رئيس أركان الجيوش الثلاثة"، تحذيره من "نفاذ صبر الشعب والجيش، تجاه المجموعات السلفية"، قائلاً إنه "سيضع حداً عن قريب، للتلاعب الصبياني بمصير البلاد والعباد."

إلا أن ممثل وزارة الدفاع نفى تلك التقارير، خلال اللقاء الدوري لـ"خلية الاتصال" بالوزارة الأولى (رئاسة مجلس الوزراء) الثلاثاء، لافتاً إلى تزايد وتيرة الاعتصامات وقطع الطرقات والسكك الحديدية، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، لتبلغ معدل 19 اعتصاماً يومياً، خاصة في منطقة "الحوض المنجمي."

وأشار بن نصر، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، إلى أن الجيش يعمل بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمن الداخلي، لحفظ النظام، وأكد أنه "تم تطبيق القانون في بعض الحالات، رغم الحرص على التحاور مع المعتصمين."

وذكر أنه تم إحباط 154 عملية تهريب عبر الحدود، ملاحظاً أن عمليات التهريب تكثفت كذلك خلال الشهر المنقضي، وخاصةً لمواد المحروقات، والفوسفات ومشتقاته، والماشية، باتجاه القطر الليبي، مما استوجب تركيز المزيد من وحدات المراقبة بين الجهات، خاصةً بين ولايتي "قابس" و"مدنين."

وكانت الحكومة المؤقتة في تونس قد قررت، مطلع الأسبوع الجاري، تمديد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد لمدة شهر إضافي، وذلك بسبب استمرار الاضطرابات في بعض أرجاء البلاد، بعد أكثر من عام على الإطاحة بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بلاغ صادر من الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ليل السبت، قوله إن الرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي، وبعد التشاور مع رئيس  المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، قرر تمديد حالة الطوارئ بالبلاد لمدة شهر واحد.

وفيما يخص الأوضاع داخل "مخيم الشوشة" للاجئين بمدينة "بن قردان"، أكد العميد بن نصر أن الوضع مستقر على المستوى الأمني، مع تسجيل بعض حالات التدهور الصحي، جراء ارتفاع درجات الحرارة، وإنهاء المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لمهام عدد من أعمال التنظيف بالمخيم.

وأكد أن "وزارة الدفاع تؤيد فكرة ترحيل اللاجئين، وغلق المخيم في أقرب الآجال"، مذكراً بقيام عدد من اللاجئين السودانيين بإضراب جوع خلال الأيام الفارطة، للفت أنظار العالم، وخاصةً مفوضية شؤون اللاجئين لوضعيتهم.

وأشار المسؤول العسكري، في سياق متصل، إلى أنه تم ترحيل 55 لاجئاً على مدار الشهر الماضي، بينما ينتظر نحو 3018 آخرين، إيجاد حل لوضعياتهم.