المنامة، البحرين (CNN)-- أعلنت السلطات الرسمية في البحرين، السبت، وفاة شاب نتيجة تعرضه لإصابة في منطقة الحوض، دون أن تفصح عن أسبابها، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر بالمعارضة، التي تقودها جماعات شيعية، أن الشاب توفي نتيجة تعرضه لإطلاق نار من قبل "ميليشيات" موالية للحكومة البحرينية.
وذكرت وزارة الداخلية، في صفحتها بموقع "تويتر"، أن الطبيب الشرعي أكد أن سبب وفاة الشاب يعود إلى "طلق ناري مفرد"، وأكدت أنه "جار التحقيق في جريمة القتل"، مشيرةً إلى أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بإحضار شخص مصاب في أعلى فخذه الأيمن بالحوض، إلى المستشفى الدولي.
واعتبرت مصادر بالمعارضة، تحدثت لـCNN بالعربية، أن الشاب، ويُدعى أحمد إسماعيل حسن، ويبلغ من العمر 22 عاماً، هو "أول ضحية بالرصاص الحي، منذ انتهاء السلامة المدنية (الطوارئ) في يونيو/ حزيران الماضي."
وذكرت شقيقة الشاب القتيل، وتُدعى نادية، أن أخاها "ثاني شهيد إعلامي" في البحرين، بعد كريم فخراوي، الذي توفي أثناء احتجازه بأحد السجون، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، وأكدت أن شقيقها لم يكن يمارس أي دور سياسي، وإنما كان يقتصر عمله على التصوير والعمل الإعلامي فقط.
وقالت شقيقة القتيل، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن أخاها تم "قنصه" أثناء قيامه بتصوير تظاهرات شهدتها منطقة "سلماباد" الجمعة، بهدف رفعها على موقع "يوتيوب"، ودعت المؤسسات المعنية بحماية الصحفيين، إلى ممارسة الضغط على حكومة البحرين، لمعرفة حقيقة "القتل المتعمد للتعتيم على الانتفاضة في البحرين."
كما أكدت نادية أنها ترفض تقرير الطبيب الشرعي، الذي أشار إلى أن سبب الوفاة "جرح غائر"، دون أن يحدد مصدر الجرح، وهو "طلقة نارية مباشرة"، وقالت إن أخاها هو أكبر إخوتها الذكور، ولا ينتمي لأي حزب سياسي، وبدأ نشاطه الإعلامي مع بدء الانتفاضة في البحرين.
وكان بيان للمعارضة البحرينية قد ذكر أن الشاب أحمد إسماعيل "استشهد فجر اليوم (السبت) بعد إصابته برصاص حي، على يد ميليشيات تابعة للسلطة في البحرين، أثناء مسيرة سلمية في المنطقة، للمطالبة بالتحول نحو الديمقراطية وإنهاء الديكتاتورية."
وأضاف البيان أن "أحد المتواجدين مع قوات الأمن، أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، وفي الهواء، وكان يصوب عن طريق موجه ضوئي (ليزر)، ووجهه نحو الشهيد، فأصابه قرب خاصرته، فقام الشهيد بالركض باتجاه قرية سلماباد ثم سقط."
وجرى نقل الشاب المصاب إلى المستشفى الدولي لإنقاذه، ثم إلى مستشفى السلمانية العام، ولكن "الرصاصة مزقت أحشاء بطنه، وتسببت بنزيف حاد، فارق على إثره الحياة"، بحسب ما جاء في بيان المعارضة.
واتهم البيان الحكومة البحرينية بالاستمرار في "سياسة الحل الأمني، وقمع التظاهرات والمسيرات في مختلف المناطق والقرى، وتواجه المتظاهرين بالقوة المفرطة، بشكل وحشي، مما يفضي لإصابة واستشهاد العديد من المواطنين."
وأضاف أنه "بالرغم من مرور عام على انطلاق الثورة في البحرين، مازالت السلطة تواصل عمليات القتل المتعمد، في ظل موقف دولي متخاذل."
جاء الحادث بعد يوم من تسليم قوى المعارضة البحرينية رسالة لممثل الأمم المتحدة بالمملكة، لإيصالها إلى الأمين العام، بان كي مون، طالبته فيها باستخدام كافة الصلاحيات في القانون الدولي، لإنقاذ المواطنين البحرينيين، من "بطش" الحكومة البحرينية، والتي "تظهر تمادياً في تجاهل كافة التزاماتها الدولية."
كما وجهت المعارضة البحرينية رسالة مفتوحة من الشعب البحريني إلى القمة العربية، استنكروا خلالها تجاهل القمة للملف البحريني، رغم "الانتهاكات الصارخة"، التي ترتكب بحق المواطنين العزل، وقالوا إنها لا تقل عن تلك التي ترتكب بحق الشعوب الأخرى، التي ذكرت قضاياها بالقمة.