المنامة، البحرين (CNN) -- استدعت وزارة الخارجية البحرينية القائم بالأعمال اللبناني بالوكالة، الثلاثاء، وسلمته مذكرة احتجاج بشأن ما تضمنته كلمة رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، خلال رعايته لمعرض أقيم في بيروت، معتبرة أن ما أدلى به الأخير "إدعاءات كاذبة ومستغربة ضد المملكة" و"خطوة استفزازية وعودة إلى الوراء في العلاقات" بين البلدين.

كما أبلغت الخارجية البحرينية القائم بالأعمال اللبناني، سامي حداد، أن ما أدلى به بري، "تدخل سافر وغير مبرر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين."

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن السفير حمد أحمد عبدالعزيز العامر، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون، أن الوزارة تابعت ببالغ الاهتمام" رعاية بري للمعرض "وما ورد في كلمته الافتتاحية في المعرض المذكور من إدعاءات كاذبة ومستغربة."

كما أكد العامر "استنكار مملكة البحرين لمشاركة قيادات لبنانية رسمية في رعاية مثل هذه المعارض والتصريحات غير المسؤولة التي تصدر عنهم، نظراً لما تمثله من تهديد خطير لسيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وإحدى الدول الأعضاء بمجلس التعاون، وتعد خرقاً صارخاً لمبادئ الشرعية الدولية."

واعتبر أن استمرار "بعض من هذه القيادات اللبنانية بين فترة وأخرى في استخدام نهج هذه السياسات ضد مملكة البحرين وشعبها، الذي يكن كل التقدير للشعب اللبناني الشقيق والاعتزاز به، ويحرص على علاقات قائمة على قاعدة من الثقة والاحترام المتبادل، إنما يخلق مناخاً من التوتر وعدم الثقة في هذه العلاقات ويعرض الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي للخطر، مؤكداً في هذا الشأن على أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأً."

وطالب السفير العامر من القائم بالأعمال اللبناني "نقل استياء مملكة البحرين الشديد لمثل هذه الممارسات غير الودية، وأهمية إدراك الحكومة اللبنانية لمسؤولياتها الكاملة في التعامل وبحزم شديد مع مثل هذه الممارسات، ووضع حد لهذه التصرفات التي تصدر من هذه القيادات، وأن تنأى بنفسها عن مثل هذه القضايا."

وكانت وكالة الأنباء اللبنانية قد أشارت إلى رعاية لمعرض فوتوغرافي في بيروت للمعارضة البحرينية الاثنين، تحت عنوان "إرادة الساحات أبقى من بنادق الجيش،" الذي نظمه "منتدى البحرين لحقوق الإنسان،" وهو يمثل المعارضة البحرينية في الخارج، وفق تعبيرها.

وألقى نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل،" حسن المصري، الذي مثل بري في افتتاح المعرض، كلمة باسم الأخير، قال فيها: "أنقل إليكم تمنيات دولة الرئيس نبيه بري وتضامنه مع منتداكم الكريم لرفع الصوت من ألم السكين والوقوف إلى جانبكم، وانتم المسالمون الذين لا تبغون سوى الحرية مطلبا."

ووصف المصري بكلمته دوار اللؤلؤة، الذي كانت المعارضة البحرينية تحتشد به خلال تحركاتها العام المنصرم، بأنه "لؤلؤة المجاهدين، ولؤلؤة الثوار المطالبين بالحرية والكرامة والإباء."

وقال: "أيها الحكام، اعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم فلا تجدوه، إلا في مزابل التاريخ. نطلقها صرخة إلى كل حكام العالم إن الظلم لا يدوم."

وتابع المصري قائلاً: "أنتم في البحرين تطالبون بحرية الإنسان، ولم تطلبوا المستحيل، أنتم لا تريدون إسقاط النظام، لأن النظام يشملكم وهو مؤلف من حكم ومعارضة، فأنتم تطالبون بإسقاط السلطة الحاكمة الظالمة، التي لا تريد الخير لشعبها الذي واجهته بالرصاص الحي وبالقتل والموت،" على حد تعبيره.

يشار إلى أن بري، الذي يرأس البرلمان اللبناني منذ عام 1992، يقود أيضاً حركة "أمل" اللبنانية، وهي إحدى أبرز الحركات الشيعية في البلاد، وترتبط بعلاقات تحالف وثيقة مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

كما يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تشهد العلاقات بين لبنان والبحرين حالة من التوتر على خلفيات سياسية، فقد سبق المنامة أن اتهمت حزب الله بتدريب معارضين بحرينيين من الشيعة، والعمل على إطاحة الأسرة الحاكمة في البحرين، كما اتهمته شخصيات برلمانية بالتورط في "إنشاء جماعة إرهابية" كانت تخطط لمهاجمة مقرات رسمية وجسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية.

وقد نفى حزب الله تلك الاتهامات في حينه، غير أنه واظب على انتقاد السلطات البحرينية بسبب أسلوب تعاملها مع المعارضة التي بدأت بحراكها في فبراير/شباط 2011.