دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مدى تأثير الاستقرار النسبي الذي يشهده الاقتصاد الأوروبي على الدول العربية، وخصوصاً الخليجية منها، بعد أن شهدت السنوات الماضية تدفقاً كبيراً للسيولة من الشمال إلى الجنوب، الذي اعتبر ملاذاً آمناً من تخبطات الاقتصاد الأوروبي، وما ترتب على هذا التحرك من دفعة كبيرة للاقتصادات بالمنطقة.

وفي هذا السياق، التقت CNN بالعربية البروفيسور في الاقتصاد ونائب العميد في مدرسة لندن للأعمال، أندرو سكوت، الذي قال إن "الوضع الاقتصادي بأوروبا بدأ بالفعل بالاستقرار، إلا أن هذا الاستقرار يبقى هشاً، وعليه فإن أي تغيير في الأوضاع المالية خلال العام 2013 لن يكون له تأثير كبير على المنطقة العربية."

وأضاف سكوت، في تصريح لموقع CNN بالعربية: "هناك العديد من العوامل التي لعبت دوراً مهماً في دعم اقتصادات المنطقة، وفي مقدمتها ضعف اقتصادات الدول المتقدمة، والمخاوف حول الملف الإيراني، ووفره السيولة المقدمة من البنوك المركزية، بالإضافة إلى حجم المدخرات الكبير لهذه الدول."

وفيما يتعلق بموضوع الاستثمارات الخليجية في الدول الأوروبية، قال سكوت إن "المناخ الاستثماري في المنطقة الأوروبية سيبقى متقلباً، طالما أن نهاية الأزمة الأوروبية لا تزال بعيدة المنال."

وأشار البروفيسور إلى أن "هناك العديد من المؤشرات الإيجابية للبيئة الاستثمارية بأوروبا، في الوقت ذاته الذي تزداد فيه المخاوف من انتكاسة في حال تباطأت عجلة الإصلاحات وتوحيد المساعي."

وعلى صعيد المسيرة الاقتصادية للدول التي شهدت الربيع العربي، بين سكوت أن "الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول ستستمر على صعيدين، الأول استمرار مستويات الإنفاق الحكومي بالارتفاع لتغطية التوترات الاجتماعية، والثاني المضي نحو الاستقرار الاقتصادي بخطى ثابتة ولكن بطيئة."