القاهرة، مصر (CNN) -- برأ سياسيون وعدد من مسؤولي الرياضة المصرية الشباب من محاولة إفشال الثورة التي اندلعت في 25 يناير/كانون ثاني 2011، فيما اتهم آخرون الشباب بالوقوف وراء أحداث الشغب في ملاعب كرة القدم، أخرها مقتل العشرات في استاد بورسعيد، خلال مباراة المصري والأهلي، و"محاولة إفشال الثورة."
ورفض حارس مرمى فريق الجونة محمد عبد المنصف، تحميل شباب الثورة مسؤولية ما يحدث في الشارع المصري في الآونة الأخيرة، وقال لـ CNN بالعربية "لا يمكن أن نختزل ما يحدث بمصر في مطالبات الشباب المستمرة ومظاهراتهم في الميادين، خاصة وأن هؤلاء الشباب لم يشعروا بعد بتحقيق أهداف الثورة التي راح ضحيتها عشرات المئات. "
وأضاف عبد المنصف "ما حدث في استاد بورسعيد، هو استمرار لحالة الانفلات الأمني المقصود والموجود في مصر منذ اندلاع ثورة الشباب، ويتحمل المجلس العسكري والوزارات المتتالية مسؤولية ذلك وليس الشباب الذين خرجوا للشوارع مطالبين بإسقاط النظام، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن بعد مرور عام على الثورة."
ووصف عضو مجلس إدارة النادي الأهلي خالد مرتجى، المسؤولين عن الأحداث الدامية التي شهدها استاد بورسعيد الذي استضاف مباراة المصري والأهلي، بـ"الكفار وغير المصريين،" وأن مجلس إدارة ناديه برئاسة حسن حمدي، لن يسكت على حق الجماهير الذين وافتهم المنية.
من جهته، أكد رئيس نادي الزمالك السابق جلال إبراهيم، أن ما حدث عقب مباراة المصري والأهلي، لا يمت بصلة للرياضة وقال لـ CNN بالعربية إن الإعلام الرياضي متورط فيما حدث بسبب إثارته للتعصب بشكل مستمر بين الجماهير، وهناك من استغل حالة الانفعال المبالغ فيه من الشباب ."
وأضاف إبراهيم "هناك حالة انفلات أمني غير مسبوق تمر بها مصر حاليا تسببت في حدوث حوادث قتل وسرقة لم تحدث من قبل، وامتد إلى كرة القدم ليتسبب في كارثة مروعة، ولا أتهم شباب مصر بالوقوف وراء ما حدث."
وطالب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي المصري هانى رمزي، مجلسي الشعب والوزراء بضرورة الكشف عن الطرف الثالث الذي أسماه بـ "اللهو الخفي" الذي دائمًا ما يشعل الأزمات.
وقال رمزي " إن ما حدث للاعبي النادي الأهلي وجماهيره، لم يكن يحدث لو أنهم إسرائيليون، وليسوا مصريين، وأن الأمر أحدث ضجة عالمية، وإنه تلقى العديد من الاتصالات من ألمانيا للاطمئنان على ما يحدث في مصر، ولا أقبل تفسير البعض بأن ما حدث في بورسعيد ورائه شباب الثورة ."
على الجانب الأخر اتهم مدير إدارة الإعلام باتحاد كرة القدم عزمي مجاهد، جماهير الألتراس بالوقوف وراء الأحداث المؤسفة التي وقعت في إستاد بورسعيد، قائلا إن الانفلات الأمني منح الفرصة لشباب الألتراس لإحداث حالة من الفوضى والانفلات الأخلاقي، ولابد من محاسبتهم، وقد حذرنا في إتحاد الكرة مرارا وتكرارا من هذه الحالة، ولكن لم يلتفت إلينا أحد ."
وأضاف مجاهد "أسقطنا وزارة الداخلية بفعل فاعل والآن ندفع الثمن جميعا، ولو لم تتخذ الدولة موقفا حاسما تجاه ما يحدث في مصر فستستمر الأمور كما هي عليه الآن، ولا بد من استعادة الداخلية لقوتها وثقتها من جديد وسريعا لإنقاذ مصر."
وتفق المدير الفني لفريق مصر للمقاصة طارق يحيى، مع رأي مجاهد، وقال " لا نريد أن نلقي بالمسؤولية على طرف أخر في أحداث بورسعيد كما حدث في وقائع سابقة، ولابد من محاسبة كل من تسبب في هذه الحادثة المؤسفة والتي راح ضحيتها العشرات، وكاميرات التليفزيون صورت كل من نزل إلى ملعب المباراة، فالمسؤولين عن هذه الكارثة معروفين."
وألمح عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وقائد الفريق الأسبق إبراهيم يوسف، إلى أن ما حدث في بورسعيد أمر مدبر، وقال" ما حدث عقب مباراة فريق المصري والأهلي مجزرة مدبرة، لأنه ليس من المنطقي أن يدخل الجمهور بأسلحة بيضاء للمدرجات، وهناك رهبة لدى رجال الأمن من تفتيش الجماهير وأصبح هناك تهميش لدورهم، ولا يمكن إلقاء اللوم على الجماهير فقط ."
وحمل المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان، وزارة الداخلية مسؤولية ما يحدث في مصر، قائلا " ما حدث في استاد بورسعيد مؤسف ومحزن، ولا يمكن أن يكون عملا تلقائيا، بل ورائه أياد دبرته بعدما تقاعست الشرطة عن أداء دورها، وأخشى من أن يكون ضباط الشرطة يعاقبوننا على قيامنا بالثورة ."
وقال عضو مجلس الشعب عمرو حمزاوي، "ما جرى في استاد بورسعيد هو استمرار لحالة الفوضى المنظمة وهدفها إخافة المصريين وإطالة عمر المجلس العسكري في السلطة، بعد أن طالب الشارع والشباب بإسقاطه، وأن محاولة البعض اختزال الأمر في مجرد مباراة كرة قدم أو محاولة اتهام الشباب بالوقوف وراء حالة الانفلات التي نعيشها الآن أمر غير مقبول ."