القاهرة، مصر (CNN) -- قالت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين بمصر، أن الجماعة قد تدفع بمرشح رئاسي بالانتخابات التي ستجري في مايو/أيار المقبل، لتجنب "دعم مرشح يقبل بضغوط الحكومة والمجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر."
غير أن تلك المصادر أوضحت لـCNN بالعربية أن الجماعة، أبقت اختيار مرشح من خارجها كخيار أول، إذا لم تصل لمرحلة الاضطرار إلى ترشيح واحد.
وفي حين أوضح مراقبون أن الجماعة التي تمتلك اكبر كتلة بين القوي السياسية، تسعى إلى احتواء حالة غضب عدد كبير من شبابها، الذين يرغبون في دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المدعوم من القوى الثورية، والذي تم فصله بسبب مخالفته لقرار الجماعة بإعلان خوضه الانتخابات.
من ناحية أخرى، دشن عدد من شباب الإخوان صفحات على المواقع الاجتماعية لدعم نائب المرشد خيرت الشاطر للترشح للرئاسة، ذلك في الوقت الذي يجري فيه مكتب الإرشاد والمكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، اجتماعات مكثفة لبحث اختيار احد من الأسماء المرشحة حاليا أو الدفع بمرشح للحزب.
ويسعى عدد من المرشحين البارزين للرئاسة إلى الحصول على أصوات الإخوان، كونها نسبة مؤثرة في حسم النتيجة، حيث أجرى عدد منهم اتصالات معهم كما ذهب بعضهم إلى مكتب الإرشاد للحصول على دعمهم بالانتخابات.
وقال علي عبد الفتاح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة ربما تضطر لترشيح احد من أعضائها بالانتخابات الرئاسية في حال استمرار ما قال إنه ضغوط تمارس من المجلس العسكري والحكومة على أي مرشح رئاسي محتمل تسعى الجماعة إلى دعمه في الانتخابات.
وأضاف القيادي في الإخوان، أن الجماعة تسعى إلى دعم مرشح لا يقبل بالضغوط، مشيرا إلى أن اختيار مرشح من داخل التنظيم ليس هو الخيار الأخير، حيث لم تصل الجماعة بعد لمرحلة الاضطرار لذلك، مشددا على أنها تفضل دعم مرشح من خارجها.
وفيما يتردد وجود انقسامات بين قيادات الجماعة وشباب التنظيم الذين يرغبون في أعطاء أصواتهم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قال عبد الفتاح إن شباب التنظيم الذين ينتسبون إلى فكره، لا يخرجون عن قراراته، لافتا إلى أن أبو الفتوح خالف ذلك وخرج عن الإطار التنظيمي لها.
وحول وجود حملات من شباب الإخوان لدعم نائب المرشد خيرت الشاطر، أوضح أن الجماعة لم تحدد موقفها بعد سواء بالاختيار من داخل التنظيم أو خارجه، وان اجتماعات تجري في هذا الإطار.
من جانبه قال أحمد ماهر منسق حركة 6 ابريل، وعضو ائتلاف شباب الثورة، أن إمكانية اختيار جماعة الإخوان المسلمين لمرشح من داخلها بانتخابات الرئاسة، ربما الهدف منه احتواء حالة الغضب داخلها، بسبب ما يتردد عن تحقيقات تجري مع عدد من شباب التنظيم لرغبتهم في دعم أبو الفتوح للرئاسة.
وأضاف ماهر لـCNN بالعربية، أنه لا يتوقع وجود ضغط من المجلس العسكري على المرشحين المحتملين للرئاسة، أو أي مرشح تسعى الجماعة لدعمه بالانتخابات، وقال إن "الإخوان قد لا يريدون الرئاسة بسبب تسريبات عن اتفاق مع المجلس بأن يدعموا مرشحه، مقابل سيطرتهم على البرلمان كما ظهر تحالفهم أيضا في عدم سحبهم الثقة من الحكومة على حد تعبيره."
و أشار الناشط السياسي إلى أن "الإخوان قوى سياسية لا يستهان بها في التأثير بنتيجة الانتخابات، ولكنها لن تكون بنفس القدر التي حسمت به الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، فالمواطن العادي وما يطلق عليهم الأغلبية الصامتة سيكون لها تأثير هام جدا."