دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صعّدت أطراف السباق الرئاسي في مصر من وتيرة التجاذب بينها، مع اقتراب موعد الدورة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، فتعهد مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، بتقديم "رقبته" ثمناً للوطن إن عاد ما وصفه بـ"النظام البائد،" بينما رد منافسه أحمد شفيق بانتقاد اجتماعات مرسي مع مرشحين آخرين وسعيهم لتفعيل "قانون العزل" بحقه.
وقال مرسي، وفقاً لما نقله موقع التلفزيون المصري: "رقبتي ثمن للوطن لو عاد النظام البائد، ولا يمكن أن يقال علينا في الخارج أننا كنا ثورة جياع،" مؤكدًا أن المصريين "رجال يموتون ويجوعون ولن تُهان كرامتهم بعد اليوم".
وأوضح خلال لقائه مع أسر قتلى ثورة "25 يناير" ببنها مساء الاثنين أن المصريين "أذهلوا العالم بثورتهم المباركة، وأجبروا المجرمين بالداخل على التراجع ثم هم الآن يحاولون عرقلة الثورة والعودة بنا إلى العصر البائد."
وقال: "ليس أمامنا الآن سوى اختيار الثورة والاستمرار في تحقيق أهدافها أو العودة إلى الخلف كما كانت نتائج محاكمة قتلة الثوار في ضياع حقوق الشهداء."
وألمح مرسي بالعودة إلى الشارع في قائلاً: "يستحيل أن يضحك على الشعب المصري أحد والميدان هو السبيل حال عودة النظام البائد،" وتابع قائلا "لو عاد النظام السابق مرةً أخرى ستزداد البطالة، ويستمر فشل العملية التعليمية، داعيا الجميع إلى العمل الجاد للمحافظة على الوطن والتكاتف من أجل النهوض ببلادنا وعدم العودة إلى الوراء."
أما شفيق، فقد نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قوله خلال مقابلة مع قناة "سي بي سي" إن الدعوات التي تطالب بتطبيق قانون العزل السياسي حاليا "تستهدف استبعاده من جولة الإعادة" في إشارة إلى دعوات صدرت في هذا الإطار بعد اجتماع مرسي مع المرشحين السابقين، عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي.
وتابع شفيق بالقول: "بالقول مع احترامي لكل أطراف الاتفاق (...) ما هي الصفة التي يقررون بها قانون العزل أو يلغون بها نتيجة الانتخابات؟"
وقال شفيق إن الجموع المحيطة بأعضاء الاتفاق لا تقلقه، لأنهم لا يعبرون بصفة عامة عن الشعب المصري الذي يبلغ تعداده 90 مليونا. وأضاف "على الجميع الاحتكام للشرعية سواء عن طريق صندوق الانتخابات أو غيره من المسميات."
وقال شفيق إنه لا يوجد مانع لديه من نزول ميدان التحرير وانه قام بالنزول إلى بعض الميادين، وأنه لا يخشى من معارضيه الذين لديهم وعي سياسي وثقافة الحوار.
وكرر شفيق تعهداته بضبط الأمن، وقال إنه قادر على استعادة الأمن في الشارع خلال 24 ساعة في حالة فوزه، واستنكر انتشار "شعارات دينية طائفية،" على السيارات.
يشار إلى أن حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين كان قد قرر عدم مشاركته في اللقاء الذي دعا إليه المجلس الأعلي للقوات المسلحة الثلاثاء "لعدم موائمته ومناسبته مع الأحداث الجارية،" كما أنه يأتي قبل أيام من استكمال المرحلة الأخيرة من الاستحقاق الرئاسي بما يعني تسليم السلطة إلي الرئيس المنتخب.
وأكد الحزب "موقفه الثابت ورفضه القاطع لأي تعديلات على الإعلان الدستوري القائم لما يمثله ذلك من عدم احترام الرغبة الشعبية التي تمثلت في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في مارس/آذار 2011.