دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت مصادر ليبية رسمية، إن اتفاقا بين قبائل مدينة سبها، جنوب ليبيا، وقبائل التبو ذات الأصول الأمازيغية، تم التوصل له لإنهاء مواجهات دموية أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن محمد شمبي، عضو لجنة حكماء ليبيا في سبها، قوله "إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين قبائل سبها، وقبائل التبو يتضمن تبادل المحتجزين والجرحى لدى الطرفين بعد الأحداث التي شهدتها المدينة."
وأشارت الوكالة إلى أن "الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في مدينة سبها وضواحيها (يوم الاثنين) بعد الأحداث التي شهدتها مؤخرا ونجاح الحكماء والأعيان من كل أنحاء ليبيا في التوصل إلى عقد صلح بين الأطراف المتنازعة."
وذكرت الوكالة إن المؤسسات العامة عادت إلى مزاولة نشاطها الطبيعي، و"بدأ مصرف الجمهورية في تقديم خدماته المعتادة بينما فتحت المحال التجارية والمقاهي أبوابها لزبائنها وحركة الشوارع طبيعية جدا."
وتتواجد "لجنة الحكماء" مع أعيان المدينة وتقوم بعملها للتوفيق بين أطراف النزاع من أجل التوصل إلى الطي النهائي، بينما يواصل الجيش تمركزه في المواقع المهمة التي تسلمها يوم السبت، بحسب الوكالة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء ذاتها عن رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش قوله إنه تم "البدء في إنشاء عشرة مناطق عسكرية في ليبيا من بينها منطقة سبها."
وأضاف أن "مهام القوات والوحدات العسكرية الموجودة في منطقة سبها هي السيطرة الكاملة على الأوضاع الأمنية في المنطقة، والتدخل بالقوة عند الحاجة لمنع أي طرف من خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خطة لتأمين مرافق المنطقة وأهدافها الحيوية."
ويوم السبت الماضي، قالت وزيرة الصحة الليبية فاطمة حمروش للصحفيين إن المواجهات القبلية في سبها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 147 شخصا وجرح 395 آخرين خلال خمسة أيام.
ودارت المواجهات بين مسلحين ينتمون إلى قبائل عربية، وآخرين من قبائل التبو ذات الأصول الأمازيغية، هذه الأخيرة التي دعا زعماؤها الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف ما وصفوه بأعمال "التطهير العرقي."
وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبدالرحيم الكيب يوم الأحد، تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول أحداث مدينة سبها، والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في أسوأ عنف قبلي منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي.
وأشار الكيب خلال لقائه بأهالي مدينة سبها إلى أنه "لا بد أن يكون هناك أفراد مسؤولين عن ما حدث،" مضيفا أن "التحقيقات سوف تؤكد ذلك أو تنفيه،" وفقا لوما أوردته وكالة الأنباء الليبية الحكومية.