عمان، الأردن (CNN) -- قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الرئيس السوري بشار الأسد ما تزال لديه فرصة للاستماع إلى مطالب شعبه وحقوقهم في نيل الكرامة والحرية وإجراء الإصلاحات في بلاده، كما أشاد بدور الأردن في العمل من أجل إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بعد لقاء جمعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقال الديوان الملكي الهاشمي في بيان له إن الملك عبدالله الثاني تناول خلال المباحثات مع كي مون "الجهود التي يقوم بها الأردن من أجل دفع عملية السلام والتحديات التي تواجه ذلك،" وأشار إلى "الاجتماعات التي عقدت في عمان خلال الفترة الماضية بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية."
وأكد العاهل الأردني في هذا السياق "أهمية أن يعمل المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لدعم مساعي السلام وايجاد حل عادل و دائم للقضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة."
ونقل الديوان عن أمين عام الأمم المتحدة بالمقابل "تثمينه عاليا للجهود" الأردنية من أجل إعادة إطلاق مفاوضات السلام، وأشار إلى "أهمية دعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة، داعيا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل في إطار حل الدولتين.
ولفت إلى أنه "سيعمل كل ما يمكن من اجل رفع المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة العمل في سبيل إنهاء هذه المعاناة ورفع العقوبات المفروضة على القطاع والتي يدفع ثمنها المدنيون."
وأضاف بان كي مون، خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية الأردنية ظهر الثلاثاء ضمن جولة شرق أوسطية بدأها في عمان، بالقول إنه يأمل أن يتخذ مجلس الأمن الليلة قرارا سريعا بشأن الأزمة السورية استنادا إلى الخطة العربية التي قدمتها الجامعة إلى مجلس الأمن.
وأعرب المسؤول الدولي عن أمله في استمرار جهود الدول العربية والمجتمع الدولي في إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية. وقال إنه يأمل بأن يتحد مجلس الأمن خلال مناقشة مسودة قرار لوقف العنف في سوريا، بما يعكس إرادة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أعمال العنف في سوريا تشكل تهديدا للسلام والأمن الإقليمي والدولي.
وشدد كي مون على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي، بالتوصل إلى نتائج حول الخطة المطروحة، لما في ذلك من مصلحة للشعب السوري ، قائلا إن "الأوضاع القائمة في سوريا لم يعد السكوت عنها."
أما حول الفرص المتاحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد في احتواء الأوضاع في سوريا، أشار بان كي مون إلى أنه الفرصة ما تزال متوفرة لديه لوقف العنف والقتل للسوريين والاستماع إلى مطالب شعبه وإجراء "إصلاحات جريئة."
وقال :"آمل أن يكون هناك قرار سريع لمجلس الأمن هذه الليلة بشأن الأزمة السورية"، مؤكدا أن مجلس الأمن سيدعم مطالب الشعب السوري.
وفي سياق الحديث عن ممانعة روسيا وموقفها من الأزمة السورية ومعارضتها لمشروع القرار لوقف العنف في سورية، قال بان كي مون إن على المجتمع الدولي القيام بمزيد من الجهود الدبلوماسية لردم الهوة المتعلقة بالموقف الروسي.
وأشاد بان كي مون بالدور الأردني في استقبال نحو 2500 لاجئ سوري إلى الأردن، في الوقت الذي أشار إلى فيه إلى مقتل 5 آلاف من المدنيين السوريين هناك منذ بداية الأزمة.
أما حول ملف المفاوضات الاستكشافية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، أكد بان كي مون أن الأمم المتحدة حريصة على استئناف المفاوضات لدفع جهود عملية السلام.
وأشار بان كي مون إلى أن جولته في المنطقة تأتي في إطار دعم تلك الجهود، مشيرا إلى أنه بصدد لقاء الإسرائيليين والفلسطينيين الأربعاء للتباحث في ذلك، وان التوقعات بنتائج سريعة تحتاج إلى دعم.
وقال بان كي مون إن كل الأطراف المعنية بالمفاوضات تتطلع إلى نتائج بشأنها، مؤكدا ضرورة مواصلة الجانب الأردني في استضافة مزيد من جولات المفاوضات التي عقد خمسا منها الشهر الجاري في عمان.
وتوقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أيلول 2010 بعد أن فشلت اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) في دفع مواصلة الطرفين للتفاوض.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن الأردن لدية الخطط لاستقبال اللاجئين السوريين في حال زيادة تدفقهم إلى البلاد، مشيرا إلى أن الدول العربية بانتظار ما سيتمخض عنه مجلس الأمن من قرارات حيال الأزمة السورية .
واعتبر جودة ان جولة بان كي مون تضمنت مناقشة الملف السوري ومباحثات السلام، ودور قوات حفظ السلام الأردنية المتواجدة في عدة مناطق في العالم التي تحتل المرتبة السابعة من بين قوات حفظ السلام.