القاهرة، مصر (CNN) -- أصدر الرئيس المصري، محمد مرسي، قرارا جمهوريا الخميس، قضى بإقالة النائب العام عبد المجيد محمود وتعيينه سفيرا لمصر لدى الفاتيكان، وذلك في خطوة تعقب صدور حكم ببراءة كافة المتهمين بالمشاركة في "موقعة الجمل" وما تبع ذلك من موجة غضب ودعوات إلى مسيرات احتجاجية.
ونقل موقع التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قرار مرسي يقضي أيضاً بأن يقوم أحد مساعدي محمود بتولي أعمال منصب النائب العام الذي تعرض للكثير من الانتقادات بسبب اتهامه من بعض القوى السياسية بعدم إعداد القضايا القضائية ضد رموز النظام السابق بشكل جيد.
ويأتي القرار بعد ساعات من نقل وكالة أنباء الشرق الأوسط لمواقف مصدر قضائي مسؤول أعرب عن "استنكاره الشديد لقيام بعض القوى السياسية الحزبية باستخدام الأحكام القضائية في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية ومصالح شخصية ضيقة على حساب تحقيق العدالة."
وأشار المصدر الذي لم يكشف عن اسمه إلى أن بعض القوى السياسية "استغلت الحكم الصادر ببراءة جميع المتهمين من رموز النظام السابق في قضية "موقعة الجمل" في الهجوم على النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود ورموز القضاء، في محاولة لخداع المواطنين والبسطاء والتغطية على حالة التراجع الشعبي التي يعانون منها."
وكانت مجموعة من القوى السياسية، على رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" قد دعت إلى مسيرات الجمعة، احتجاجاً على الحكم الخاص بقضية "موقعة الجمل" كما طالب "حزب الحرية والعدالة،" الجناح السياسي للجماعة، محمود بتقديم أدلة ثبوت حقيقية في الملف أو التنحي عن منصبه.
يشار إلى أن محكمة جنايات القاهرة قضت الأربعاء ببراءة جميع المتهمين في قضية قتل المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير/ شباط من العام الماضي، والتي عرفت إعلاميا بـ"موقعة الجمل" وتضم القضية 24 من كبار رموز الحزب الوطني (المنحل) والنظام السابق، على رأسهم فتحي سرور وصفوت الشريف.
وتضم لائحة المتهمين الذي قضي ببراءتهم، إلى جانب سرور، وهو رئيس مجلس الشعب السابق، والشريف، وهو رئيس مجلس الشورى السابق، كل من أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني (المنحل) ماجد الشربيني، ووزير الإنتاج الحربي السابق محمد الغمراوي، وأمين عام الحزب الوطني السابق بالقاهرة، محمد أبو العينين.
كما ضمت لائحة المتهمين عبدالناصر الجابري عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم والعمرانية، (توفي في جراء مرض السرطان) ويوسف خطاب عضو مجلس الشورى السابق، وشريف والي أمين عام الحزب الوطني بالجيزة سابقا، إلى جانب وليد ضياء الدين أمين التنظيم بالحزب الوطني بالجيزة سابقا.
كما ضمت القائمة المحامي مرتضى منصور ونجله أحمد مرتضى منصور المحامي وعائشة عبد الهادي وزير القوى العاملة والهجرة السابقة وحسين مجاور الرئيس السابق لاتحاد عمال مصر وإبراهيم كامل عضو الأمانة العامة للحزب الوطني.
وكذلك أحمد شيحة وحسن تونسي ورجب حميدة وطلعت القواس وإيهاب العمدة وعلي رضوان وسعيد عبد الخالق ومحمد عوده، وكلهم من الأعضاء السابقين بمجلس الشعب، إلى جانب ووحيد صلاح جمعة، المحامي ونجل شقيقة مرتضى منصور وثلاثة من ضباط الأمن.
واستخدم عشرات الموالين للنظام السابق، الجمال والجياد في مهاجمة المتظاهرين العزل في ميدان التحرير، حيث انهالوا عليهم ضرباً بالعصي والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً ومئات الجرحى، من المحتجين الذين كانوا يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السابق، حسني مبارك.