لندن، بريطانيا (CNN)-- تعرضت الحكومة الإسرائيلية لمزيد من الانتقادات الدولية الثلاثاء، من جانب عدد من حلفائها التقليديين، بسبب قرارها الخاص ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية، في الوقت الذي أكدت فيه الدولة العبرية أن الضغوط الدولية لن تثنيها عن توسيع المستوطنات.
وأصبحت أستراليا أحد منتقدي سياسة الاستيطان الإسرائيلية، عندما أمر وزير خارجيتها، بوب كار، باستدعاء السفير الإسرائيلي لدى بلاده، يوفال روتيم، الثلاثاء، وإبلاغه بـ"انزعاج أستراليا الشديد" بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية الخاص ببناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية.
وانضمت أستراليا بذلك إلى خمس دول أوروبية، قامت بخطوات مماثلة في وقت سابق الاثنين، هي: بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والسويد، والدنمارك، فيما جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعوة حليفتها إسرائيل إلى إعادة النظر في خطتها الاستيطانية.
في المقابل، شدد مسؤول في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على أن "إسرائيل لن تتراجع عن سياسة الاستيطان، ولن تعدل عن القرار الخاص ببناء وحدات سكنية جديدة في شرقي العاصمة، ويهودا والسامرة"، وهو الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على الضفة الغربية.
ونقل راديو "صوت إسرائيل" عن المسؤول في مكتب نتنياهو قوله إن "إسرائيل ستواصل الحفاظ على مصالحها الحيوية، حتى إذا واجهت ضغوطاً دولية."
كما أوردت نقلاً عن مصادر سياسية وصفتها بأنها "كبيرة"، قولها إن "قادة الدول الأوروبية حاولوا أمس (الاثنين) اختبار ثبات رئيس الوزراء، عندما وجهوا إليه تهديدات عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول تأزّم العلاقات بين إسرائيل وهذه الدول."
وأضافت المصادر أن القادة الأوروبيين كانوا يأملون في أن يعلن نتنياهو عن إلغاء خطة البناء الحكومية، ولذلك قرر رئيس الوزراء تشديد مواقفه.
وقال أحد هذه المصادر إن "أوروبا تفهم أنه لم يكن أمام إسرائيل مناص من الرد، كما ردت على التحرك الفلسطيني الأحادي الجانب."
وأوضح المصدر نفسه أن الخلاف لا ينصب على قيام إسرائيل بالرد، وإنما على شدة ردها، معتبراً أن "إسرائيل كانت ستتعرض لضرر أكبر في حال امتناعها عن الرد"، بحسب قوله.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بأن بريطانيا وفرنسا قد تقومان بسحب سفيريهما لدى الدولة العبرية، إلا أن الراديو الإسرائيلي نقل عن مصادر سياسية أن "إسرائيل لم تتلق أي رسالة من دول أوروبية، مفادها أن هذه الدول تنوي إعادة سفرائها المعتمدين لدى إسرائيل."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.