دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصلت الصحف العربية الصادرة الخميس، تغطياتها لأبرز الملفات في المنطقة، إذ تصدرت الأوضاع في سوريا الصفحات الأولى، بينما استمر الشأن المصري في الاستحواذ على الاهتمام، إلى جانب ذكرى الثورة الليبية الأولى، وغيرها من القضايا.
المحكمة الجنائية تنظر في ما يحدث بسوريا
وتحت عنوان: الجمعية العامة تؤكد اليوم "عزلة" سوريا، كتبت صحيفة "الحياة" تقول "يسير التحرك الدولي في الأمم المتحدة لمواجهة الأزمة السورية على مستويين، هما الدفع باتجاه فتح ممرات إنسانية من جهة، وتبني قرار في الجمعية العامة يدعم المبادرة العربية، من جهة ثانية."
وأضافت الصحيفة "ينتظر أن تصوت الجمعية العامة اليوم بأغلبية ساحقة، على مشروع القرار العربي.. وستظهر نتيجة التصويت عزلة كل من روسيا والصين والدول العربية التي لاتزال تدعم الموقف السوري داخل الجمعية العامة."
ويدعم مشروع القرار بالكامل المبادرة العربية، رغم محاولات روسية لإدخال تعديلات عليه تتطابق مع التعديلات التي حاولت إدراجها في مشروع القرار في مجلس الأمن قبل استخدامها الفيتو.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها، إن إقرار المشروع ستتبعه مباشرة إعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن "من خلال التشاور مع أعضاء المجلس وخصوصاً روسيا حول الخطوة المقبلة". ويجري العمل على إعداد مشروع قرار يتضمن "إنشاء ممرات إنسانية في سوريا"، وهو ما ستتضح صورته بعد اللقاء المقرر اليوم في فيينا بين وزير الخارجية آلان جوبيه، ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال مصدر فرنسي للصحيفة "إن جوبيه أكد للمنظمات غير الحكومية التي التقى بها أول من أمس، أن المحكمة الجنائية الدولية ستنظر في ما يحدث في سوريا، وتوقع أن تتم محاكمة المسؤولين عن هذه الارتكابات. وذكر أن فرنسا لا تأمل بأي تغيير في موقف موسكو قبل الانتخابات الرئاسة في روسيا."
الجامعة عاجزة والسوريون ضحاياها
وتحت عنوان "الجامعة عاجزة والسوريون ضحاياها"، كتبت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها تقول إن "الجامعة العربية تقرر، ولكن هذه القرارات من النادر أن تدخل حيز التنفيذ، خاصة إذا تعلق الأمر بالأوضاع في سوريا، كل ما تستطيع الجامعة فعله هذه الأيام هو تصدير الأزمات إلى مجلس الأمن الدولي.. تماماً مثلما فعلت عندما حرضت للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، والعقيد الليبي معمر القذافي."
وأضاف المقال الافتتاحي الذي كتبه رئيس تحرير الصحيفة، عبد الباري عطوان، أن "الدول الغربية لا تريد التجاوب مع المقترح الأخير لوزراء الخارجية العرب بإرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية إلى سوريا، لأنها تخشى على قواتها من مصير مماثل لما حصل في العراق وأفغانستان."
ومضى يقول إن "الزمن الذي كانت ترسل فيه أمريكا قواتها إلى هذه الدولة أو تلك انقرض، والفضل في ذلك يعود إلى المقاومتين العراقية والأفغانية.. الشعوب الغربية لم تعد مستعدة لتأييد حروب جديدة تربحها في البداية وتخسرها في النهاية، ومعها آلاف الجنود من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، وفوق كل خسارة آلاف المليارات من الدولارات."
ورأى الكاتب أن "جامعة الدول العربية دمرت ما تبقى لها من مصداقية بإدارتها المرتبكة للأزمة الدموية في سوريا، وإذا كانت جادة فعلاً في حماية السوريين ووقف إراقة الدماء، عليها أن ترسل قواتها لنصرة الشعب السوري، ولكنها لم تفعل، تماماً مثلما هو الحال في فلسطين، والدول التي فعلت غائبة عن جامعة الدول العربية، وإن وجدت، مثلما هو حال العراق ومصر فوجودها هامشي، ولذلك ننصح الشعب السوري بالاعتماد على نفسه، وليس على هذه الجامعة ودولها."
المنظمات الأمريكية سعت للوقيعة بين المصريين
أما صحيفة الأهرام المصرية فقالت إنها "تنفرد" بنشر أدلة تثبت بأن "المنظمات الأمريكية سعت للوقيعة بين المصريين ومؤسسات الدولة،" وأضافت "حصلت الأهرام على أدلة الثبوت في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، المحالة إلى محكمة الجنايات، والمتورط فيها 43 من مديري وأعضاء تلك المنظمات."
وأضافت الصحيفة "أكدت مساعدة وزير الخارجية المصرية لشؤون حقوق الإنسان في شهادتها، أن التصريح الوحيد الذي حصل عليه المعهدان الجمهوري الدولي، والوطني الديمقراطي، خاص بمتابعة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أنهما تماديا في ممارسة أعمالهما في الشأن السياسي الداخلي الوطني، برغم الحظر الصريح الذي يمنعهما من ممارسة ذلك النشاط."
ومضت الصحيفة تقول "أوضح أحد كبار ضباط قطاع الأمن الوطني المكلف بجمع التحريات، أن المعهدين الجمهوري الدولي، والوطني الديمقراطي، ومؤسسة فريدوم هاوس، نظمت 387 ورشة عمل خلال مدة وجيزة، عقب اندلاع ثورة يناير، وجميعها ذات صلة بالمجالات السياسية والحزبية لمصر، ولا تمت بصلة للأعمال الحقوقية أو الإنسانية التي تعتبر من صميم أعمالهم."
وفيما يختص بمنظمة فريدوم هاوس، أكد مسؤول التحريات، أن "هذه المنظمة كان هدفها الرئيسي بث حالة عدم الثقة بين أوساط المواطنين، والتحريض بجميع الطرق ضد الدولة ومؤسساتها، خاصة الإستراتيجية، وذلك بتبني بعض القضايا الشائكة والحساسة، مثل رصد المستويات الاجتماعية والإنسانية للأقباط، وأبناء النوبة داخل البلاد، والعمل على إثارة قضاياهم ومشكلاتهم في الشارع المصري بشكل تحريضي،" وفقاً للصحيفة.
هدوء وإنجاز أم تصادم؟
وتحت عنوان "هدوء وإنجاز أم تصادم مبكر؟" كتبت صحيفة القبس الكويتية تقول "كشفت مؤشرات جلسة مجلس الأمة أمس عن «تماسك» كتلة المعارضة، وقدرتها على تحقيق الالتزام في التصويت، لا سيما بشأن انتخابات الرئيس ونائبه، واستطاعت تمرير مرشحيها لجميع مناصب مكتب المجلس. وهو ما كانت أعلنته عقب الاجتماع التشاوري الأول الذي استضافه النائب محمد هايف منذ أسبوعين."
وأضافت الصحيفة "كان لافتاً كسر حاجز القبلية في انتخابات نائب الرئيس، حيث لم يتمكن النائب عبيد الوسمي إلا من حصد ستة أصوات في منافسته على منصب نائب الرئيس أمام مرشح الأغلبية النائب خالد السلطان، كما كان يسيراً أن توجه الكتلة مرشحيها للجان البرلمانية التي تريد."
وتابعت قائلة "يراهن المواطنون على أن يعطيهم المجلس الجديد الأمل في أن أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية يمكن أن يتغير نحو الأحسن، لكن مع وجود مخاوف من أن ينحو المجلس الجديد باتجاه التشدد والتزمت."
لكن مراقبين سياسيين يرون أن الحكم على المجلس ينبغي أن يكون في ضوء أدائه تشريعياً ورقابياً، ولا يستبعد هؤلاء أن يختار المجلس، رغم تركيبة الأغلبية فيه، التهدئة لسببين رئيسيين، بحسب الصحيفة، الأول: ضمان استمراره، وبالتالي الحفاظ على المكاسب التي حققوها وعدم تعريضه للحل والذهاب إلى انتخابات جديدة. والثاني: السعي لتحقيق ما يمكن من «خريطة الطريق» التي وضعوها أمام الحكومة الجديدة، والتزموا بها أمام القواعد الشعبية.