دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال أحد السوريين المبعدين عن دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب مشاركته في تظاهرة منددة بالنظام السوري، إنه أرغم على ترك الدولة، وحرم لمدة عام كامل من دخولها، وتوجه إلى مصر.
وقال الشاب، البالغ من العمر 24 عاما، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه فضل الذهاب لمصر، لأن "الحياة فيها تشبه الحياة في سوريا، كما أن تكاليف المعيشة فيها منخفضة."
والشاب المبعد هو واحد من بين 60 شخصاً قررت الإمارات إبعادهم لمشاركتهم في مظاهرة ضمت نحو ألفي سوري، ضد نظام الرئيس بشار الأسد أمام القنصلية السورية في مدينة دبي بالعاشر من فبراير/شباط الجاري، غير أنهم لم يحصلوا على ترخيص من السلطات الإماراتية.
ويقول الشاب: "قرأت على موقع فيسبوك عن المظاهرة التي أقيمت في إمارة دبي، فتوجهت هناك وحدي، وأنا لا أعرف أحدا، ومن ثم تم استدعائي من قبل البحث الجنائي، وأبلغوني أنه سيتم إبعادي."
وهذا الشاب المبعد كان يعيش في الإمارات مع عائلته منذ 12 عاما، حيث درس فيها وعمل لمدة سنتين، وليس له أي أقرباء في سوريا.
وحول وضعه الحالي في مصر، قال الشاب في اتصال هاتفي أجراه موقع CNN بالعربية: "أعيش في فندق منذ نحو أسبوع، ولا أعرف أحدا هنا، ولا أدري ماذا سأفعل، فحاليا لا أقوم إلا بمشاهدة الأخبار، ومتابعة تطورات الوضع في بلدي. وأهلي يرسلون لي المال الذي أنفق منه."
هذا، وكانت الإمارات فد منحت الذين ألغيت تأشيرات الإقامة الخاصة بهم، حق اختيار الدولة التي سيغادورن إليها، دون ترحيلهم إلى سوريا، التي تشهد حملة قمع حكومة قاسية ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وهو ما أكده مصدر في المعارضة السورية يقيم في المنفى لموقع CNN بالعربية، إن السلطات الإماراتية طلبت من عشرات السوريين الذين شاركوا في التظاهرة مغادرة أراضيها، غير أنها لم تشترط تسفيرهم إلى بلادهم، التي تشهد أحداث عنف دامية.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن النشطاء السوريين في الإمارات يعملون مع التنسيقيات في عدة دول أخرى مثل مصر والأردن بهدف محاولة تأمين مأوى للمبعدين حال مغادرتهم الإمارات.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة المسائل المتعلقة بالتأشيرات ومنح أذونات الإقامة من أعمال السيادة، ولا يعلق المسؤولون فيها عادة على تلك القضايا.
وقد حاولت CNN بالعربية عدة مرات الحصول على توضيح رسمي إماراتي حول قرار إبعاد بعض السوريين المقيمين بالبلاد، ممن شاركوا بالتظاهرة بدون تصريح، ولكن الإجابة كانت بأنه "لا يوجد أي تعليق."
وقال ناشط سوري مقرب من قيادات المجلس الوطني السوري المعارض، إن رئيس المجلس برهان غليون تحدث إلى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد من أجل الحيلولة دون إبعاد النشطاء، لكن "ذلك لم يجد نفعا على ما يبدو."
وأضاف أن السلطات الإماراتية استدعت عددا من المتظاهرين، وطلبت منهم التوقيع على تعهد بعدم التظاهر، غير أن إدارة الجنسية والإقامة استدعتهم مجددا وألغت تأشيرات الإقامة الخاصة بهم.
ورغم أن الإمارات سحبت سفيرها من دمشق وطردت السفير السوري من أبوظبي، وعبرت عن امتعاضها من حملة العنف الحكومية في سوريا، إلا أنها لا تتساهل مع التظاهر والاحتجاج العلني.