الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- قرر ناشطون سعوديون الإضراب عن الطعام ليومين نهاية الأسبوع الجاري، وذلك من أجل التضامن مع زميلهم محمد البجادي، المضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع، احتجاجاً على ظروف اعتقاله، مؤكدين عجزهم عن الاتصال به منذ سجنه، بسبب مشاركته باعتصامات تطالب بالإفراج عن موقوفين سياسيين.
وقال وليد أبوالخير، الناشط الحقوقي والمحامي السعودي، إن البجادي يواصل إضرابه عن الطعام في مكان اعتقاله بسجن الحاير، وقد قرر المتضامنون معه الإضراب عن الطعام الخميس والجمعة المقبلين.
وكشف أبوالخير، في اتصال مع CNN بالعربية، أن الناشطين المشاركين قرروا تنظيم تحرك في العاصمة الرياض، وآخر في مدينة جدة.
وأكد أبوالخير أنه سيشارك في هذه الخطوة، خاصةً وأن التجمع المعتزم إقامته بجدة سيتم في الديوانية الموجودة بمنزله، أما في الرياض، فسيتجمع المشاركون في "ديوانية المجتمع المدني."
وبحسب أبوالخير، فإن أعداد المشاركين لم تتضح بعد، بانتظار حصول التجمع، مضيفاً أن الهدف هو إيصال رسالة تضامن للبجادي، الذي لم يتمكن أحد من زيارته حتى الآن.
وكان الدكتور محمد القحطاني، عضو جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية، قد قال في اتصال سابق مع CNN بالعربية، قبل أيام، إن فكرة التضامن مع البجادي مطروحة بين عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين، على خلفية تصاعد الجدل حول قضية البجادي منذ تسرب أنباء حول إضرابه عن الطعام.
وقال القحطاني، الذي يحمل وكالة شرعية لتمثيل البجادي قضائياً، إنه يجهل تطورات قضيته بسبب رفض السلطات منحه تصاريح لزيارته أو حتى السماح له بدخول قاعة المحكمة لحضور الجلسات.
وكان البجادي قد بعث قبل ثلاثة أسابيع برسالة من سجنه، عبر "طرق خاصة"، طلب فيها من المتعاطفين مع قضيته دعم خطوته بالإضراب عن الطعام، ويقول متابعون لقضيته إنه يخضع للملاحقة أمام محكمة سرية الطابع، هي المحكمة الجنائية المتخصصة.
وتحولت قضية البجادي إلى موضوع للتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إشارة رجل الدين السعودي البارز، سلمان العودة، إليها ومخاطبته بوصف "ابني"، وتردد معلومات حول محاولة إرغامه على إنهاء إضرابه عن الطعام.
وكان البجادي، وهو من منطقة القصيم، قد اعتقل العام الماضي بسبب مشاركته في اعتصام أمام وزارة الداخلية التي قصدها مع آخرين للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين موقوفين دون محاكمة في المملكة.
وخلال الاعتصام، طالب البجادي بلقاء الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية، لتقديم طلب من أجل الإفراج عن الموقوفين أو تقديمهم للمحاكمة وفق القانون، ولكن السلطات قبضت عليه بعد عودته إلى منطقة القصيم.
وسبق لهيئات دولية أن أثارت قضية البجادي أكثر من مرة، وبينها "منظمة العفو الدولية" التي قالت إنه اعتقل في منزله بمدينة بريدة شمالي العاصمة الرياض، من قبل عناصر من الشرطة ومجموعة من رجال الاستخبارات، كما جرى مصادرة كتب ووثائق من منزله ومكتبه، إلى جانب جهاز الكمبيوتر المحمول خاصته.
وقد سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت البجادي مرتين عام 2007، لقضايا على صلة بحقوق الإنسان.