أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعدما دأبت على توجيه اتهاماتها إلى العديد من وسائل الإعلام والفضائيات العربية والغربية، باختلاق وتشويه حقائق ما يجري في سوريا، جاء الدور على شبكة CNN ليطولها نصيب من تلك الاتهامات، التي لا يكل منها المسؤولون في نظام الرئيس بشار الأسد.
ففي أحدث حلقة من تلك الاتهامات، ادعت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، في تقرير لها الجمعة، أن صحفيين من فريق شبكة CNN شاركوا في تفجير خط أنابيب لنقل النفط في حمص، بالتعاون مع "المجموعات الإرهابية المسلحة"، وهو وصف دأب نظام دمشق أيضاً على إطلاقه على المناوئين لنظام الأسد.
وقالت "سانا" إن مقاطع فيديو بثها التلفزيون العربي السوري الأربعاء، كشفت بعضاً من جوانب "العدوان الإعلامي الذي يشن على سوريا، من خلال تزوير الواقع، وفبركة الأحداث، واختلاق الأكاذيب، الذي تقوم به بعض قنوات الإرهاب الدموي العربية والغربية، بالتعاون مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، والجهات التي تدعمها وتمولها."
وذكرت أن أحد مقاطع الفيديو، الذي تم نشره قبل فترة، ويصور "عملية تخريب" خطوط نقل النفط في منطقة "السلطانية" بريف حمص، من قبل "المجموعات الإرهابية المسلحة"، يظهر أن "من قام بزرع الكاميرا هم مراسلو قناة CNN، الذين دخلوا سوريا بطريقة غير مشروعة، عبر الحدود اللبنانية، بما يؤكد أنهم كانوا على علم بجريمة التخريب، ونسقوا مع الإرهابيين لتصويرها، وبثها، ما يجعلهم شركاء فيها."
وجاءت هذه الاتهامات بعدما أذاع التلفزيون السوري أجزاء مقتطعة من الفيلم الوثائقي "72 ساعة تحت النار"، الذي يتناول المخاطر والعقبات التي يواجهها أعضاء فريق CNN أثناء عملهم في مدينة حمص.
وذكرت سانا أنه "يسمع في مقطع الفيديو صوت المصور المختص بشؤون الأمن، تيم كروكت، وهو يسأل المصور الصحفي نل هلسوارث، عن حالته الصحية، بعد أن أصيب بالاختناق جراء الدخان المتصاعد نتيجة الاعتداء على خط النفط، ثم تسأل المراسلة، أروى دامون، المصور كروكت إن كان هلسوارث بحاجة إلى طبيب، فيجيبها بأنه لا يريد."
وأشارت الوكالة السورية في سياق اتهاماتها، إلى أن قناة CNN "قامت بإجراء اتصال مع مراسلتها، دامون، وعرضت صوراً مباشرة للاعتداء على خط النفط، من نفس الكاميرا، التي ركبت قبل يوم، بهدف تصوير عملية التخريب."
وتابعت أنه "رغم هذه الحقيقة، عمدت قناة CNN إلى الزعم، عبر مراسليها، أن من قام بالتفجير هو الجيش العربي السوري (الاسم الرسمي للجيش النظامي الموالي للأسد)، لإبعاد الشبهة عن تورط أمريكيين باستهداف هذه الأنابيب."
ونقلت عن رفيق لطف، عرفته بأنه عضو "اتحاد الإعلاميين العرب في أمريكا"، قوله إن "ما تم نشره، وما سينشر لاحقاً، من وقائع موثقة بالأدلة، هو جزء بسيط من الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها سوريا، ويشكل فضيحة كبرى للقنوات التي تدعي أنها تعمل بحيادية، ويبين مدى تورطها في العدوان على سوريا، والمتاجرة بدماء شعبها."
وأضاف لطف، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، إن "الإعلام السوري انتقل إلى مرحلة الهجوم، بينما أصبح المضللون والمزورون في مرحلة الدفاع، بعد أن اتضحت أكاذيبهم وانكشفت للعالم."
وخلال البرنامج الذي بثه التلفزيون السوري، تساءل لطف: "من يقف وراء هذا الاعتداء؟.. إنها مجموعة واحدة.. من هي تلك المجموعة؟.. دعوا CNN تجيب على هذا السؤال.. إنه أمر من اثنين.. إما أنهم هم من قاموا بإعداده.. ولكنني أؤكد لكم أنهم كانوا مجرد شركاء."
ورد طوني مادوكس، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لـCNN على تلك الاتهامات بأنها "سخيفة"، وتابع بقوله: "نحن نقف بقوة وراء فريق عملنا المتميز في سوريا."
وأضاف مادوكس: "من المؤسف أنه لم يمكن للمواطنين (السوريين) مشاهدة هذا الفيلم الوثائقي المهم، من دون تلك التشويهات السخيفة."
ومن بين الاتهامات التي تضمنها البرنامج، الذي أذاعه التلفزيون السوري، تساءل لطف عما إذا كانت وسائل الإعلام الأمريكية تعمل مع تنظيم "القاعدة"، الذي ذكر المتحدث أنه على علاقة بـ"الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
وقال: "لماذا هم يعملون الآن مع القاعدة؟".. وتابع بقوله: "لقد عشت في أمريكا لمدة 16 عاماً، وأعرف أن الأمريكيين شعب طيب."
وكانت دوائر رسمية في سوريا قد وجهت اتهامات مماثلة إلى فضائيات عربية وأجنبية، على السواء، من بينها فضائية "الجزيرة" القطرية، التي يقول مسؤولون في دمشق إنها "تعتمد على المسلحين، والإرهابيين للعمل كمراسلين بها."