القدس (CNN) -- حقق النائب في الكنيست الإسرائيلي، شاؤول موفاز، فوزاً واضحاً على منافسته وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، في الانتخابات لرئاسة حزب كاديما الإسرائيلي المعارض، إذ أشارت النتائج النهائية، التي أُعلنت فجر الأربعاء، إلى حصوله على ما يقارب 62 في المائة من مجموع الأصوات، ليتمكن قائد الجيش السابق من قيادة الحزب للمرة الأولى.
وبلغت نسبة المقترعين نحو 41 في المائة من أعضاء كاديما، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن موفاز سعى مباشرة بعد فوزه إلى رص صفوف الحزب، من خلال اعتبار نتائج الانتخابات "انتصاراً لحزب كاديما بأسره."
ودعا موفاز منافسته ليفني إلى الوقوف إلى جانبه لشد أواصر الحزب تحت قيادته "ليتسنى له مواجهة التحديات المستقبلية،" كما رأى أن فوزه يدل على ظهور كاديما "بديلاً فكرياً وسياسياً" لحكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، التي نعت أداءها بـ"الفاشل."
وأشار في هذا السياق إلى اهتمامه باعتماد أجندة اقتصادية اجتماعية جديدة، والعمل على مكافحة ظاهرة "العمال الفقراء"، وحل مشاكل الضرائب و"تمييز المواطنين الذين يؤدون خدمتهم العسكرية،" كما لمح موفاز إلى ضرورة تغيير النظام الانتخابي واستعادة سيادة القانون والنظام، على حد تعبيره.
ولفتت الإذاعة إلى أن ليفني اتصلت بموفاز وهنأته على فوزه في المنافسة بينهما، "غير أنها تجنبت في سياق كلمتها أمام أتباعها إعلان بقائها في صفوف كاديما، مؤكدة أنها ستظل ملتزمة بثوابتها، مشيرة إلى أنها تحتاج حالياً إلى فترة من الراحة والتفكير في خطواتها اللاحقة."
وصدر بيان تهنئة لموفاز عن رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، معتبرة إياه شخصاً "خلاقاً،" منوهةً إلى أن حزب كاديما لم يؤد خلال السنوات الماضية "دوره المعارض المطلوب."
بينما كان لرئيسة حزب ميرتس اليساري، البرلمانية زهافا غلؤون، موقف مختلف اعتبرت فيه أن اختيار موفاز رئيساً لكاديما يجعل الحزب بطابع "وسطي يميني واضح ويرشحه للالتحاق بحكومة نتانياهو."
وبحسب ملف شخصي عرضته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لموفاز، فقد ولد الأخير في إيران عام 1948، قبل أن يهاجر مع أسرته إلى إسرائيل، وهو حالياً عضو باللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع، وقد سبق له أن تولى قيادة الجيش الإسرائيلي.
كما تولى موفاز حقيبة الدفاع في حكومة رئيس الوزراء السابق، أرييل شارون، الذي كان حينها بحزب الليكود، وخاصة خلال الفترة ما بين عامي 2003 و2006 التي شهدت "فك الارتباط" الإسرائيلي مع قطاع غزة.
وعندما قرر شارون عام 2006 ترك الليكود وتأسيس حزب "كاديما" عرض عليه الانضمام إلى صفوفه، لكنه رفض بحجة وجود شخصيات يسارية موافقة على اتفاقية أوسلو للسلام مع الفلسطينيين والعودة إلى حدود 1967، واعتبر أنهم قد "يجروا" شارون إلى أماكن "خطيرة" على المستويين، السياسي والأمني.
ولكن موفاز غير موقفه بعد أيام، بناء على استطلاعات رأي استبعدت إمكانية فوزه بقيادة حزب الليكود، وعاد لينضم إلى كاديما، متهماً الليكود بأنه بات "حزباً يمينياً متطرفاً."
وسبق لموفاز أن نافس ليفني على قيادة كاديما عام 2008، وخسر أمامها بفارق بسيط، ونقل عنه توجيه انتقادات قاسية لها (ليفني)، معتبراً أنها كانت "ضعيفة الأداء وتفتقر لحس القيادة" وفقاً للصحيفة.