أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذرت الخارجية الإماراتية الاثنين، من أن استمرار احتلال إيران لثلاث جزر خليجية، تقول الدولة العربية إنها تابعة لها، "قد يمس الأمن والسلام الدوليين"، باعتبار أن هذه الجزر تقع في منطقة حيوية، يمر من خلالها نحو 40 في المائة من موارد مصادر الطاقة في العالم.
ووجه وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، رسالة إلى الجمهورية الإسلامية قائلاً: "أناشد إيران بكل محبة، الاستماع لصوت العقل، لإنهاء هذا الخلاف، الذي قد يؤدي إلى عواقب قد لا تستطيع الإمارات ولا إيران احتواءها في المستقبل"، دون أن يوضح طبيعة هذه العواقب.
وقال، في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الهند، سامنهالي كريشنا: "نحن في الإمارات جادون لحل الخلاف بشأن الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، ولكن لأسباب داخلية إيرانية، منها تدهور العملة الإيرانية، والاقتصاد الإيراني، وعدم مواجهة الموقف الأوروبي والعالمي، هناك رغبة من إيران في تصدير همومها في مسألة فرعية."
وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام": "من المؤسف أن بلداً جاراً إسلامياً، ذا حضارة وتقاليد، من المفترض أن يتصرف بعقلانية وعدم تصدير همومه و قضاياه من الداخل إلى الخارج، لأن عواقب ذلك قد تكون خطيرة."
وتابع قائلاً: "لا أريد أن أكرر موقفي وموقف الإمارات، الذي أعلن في نفس يوم الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية إيران، محمود أحمدي نجاد، إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران ".. مشيراً إلى لقائه مع سفراء الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، لعرض الموقف الإماراتي.
وأشار بن زايد إلى أن الإمارات وإيران كانتا قد اتفقتا في السابق على "التهدئة" حول القضية، كما كان هناك اتفاق بين البلدين حول وقف البيانات فيما يتصل بالجزر، وأكد أن "الإمارات التزمت، وسحبت الإشارة إلى الجزر من قرارات اجتماعات مجلس التعاون، واجتماعات الجامعة العربية، عدا البيان الرسمي للدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف أن كلتا الدولتين كانتا "في اتجاه للبحث عن آلية مناسبة لإنهاء الخلاف، وقطعنا بعض الخطوات، إلا إننا تفاجأنا بزيارة استفزازية من الرئيس الإيراني لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة"، وأكد أن "تصرف إيران بهذه الطريقة، يعني عدم الاستماع للمبادرات المتكررة، لحل الصراع وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية."
يُذكر أن وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، أنور محمد قرقاش، كان قد استدعى، في وقت سابق الأحد، السفير الإيراني لدي الدولة الخليجية، وقام بتسليمه "مذكرة احتجاج شديدة"، حول زيارة الرئيس الإيراني نجاد لجزيرة أبوموسى، واعتبار الإمارات تلك الزيارة "خرقاً للهدنة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً "استثنائياً" بالعاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، لبحث تداعيات الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني، إلى جزيرة أبوموسى المتنازع حولها مع الإمارات.
في المقابل، شنت وسائل إعلام إيرانية هجوماً قاسياً على دولة الإمارات العربية المتحدة، منددة بموقفها المنتقد لزيارة نجاد لجزيرة أبوموسى، التي تعتبرها طهران "جزءاً" من الأراضي الإيرانية.