CNN CNN

بريطانيا تعتقل أبوقتادة تمهيداً لترحيله للأردن

الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 20:55 (GMT+0400)

لندن، بريطانيا (CNN)-- أعادت السلطات البريطانية اعتقال رجل الدين الأردني "المتشدد"، عمر محمود عثمان، المعروف باسم "أبوقتادة"، والذي تعتبره لندن "الزعيم الروحي لجماعات إرهابية"، تمهيداً لترحيله إلى المملكة الأردنية، التي أكدت أنها ستعيد محاكمته، وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب.

وفي تصريحات لـCNN الثلاثاء، أكد وزير العدل الأردني، إبراهيم الجازي، أن أبوقتادة "المشتبه بالإرهاب"، سوف يتم اعتقاله فور وصوله إلى المملكة، وبعد قيام السلطات البريطانية بإنهاء إجراءات ترحيله، حيث سيخضع للمحاكمة، بعد أن أدين مرتين غيابياً، في السابق، بتهمة "التورط في مؤامرات إرهابية."

وتعتبر بريطانيا أن أبوقتادة يمثل "تهديداً للأمن القومي"، في إطار سعيها لترحيله إلى بلده الأصلي، إلا أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أصدرت قراراُ، منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، يمنع السلطات البريطانية من ترحيله، بسبب ما وصفتها المحكمة بـ"أدلة" على إمكانية إخضاعه للتعذيب.

وجرت سلسلة من المباحثات بين المسؤولين في كل من بريطانيا والأردن، حول ترحيل الداعية "المتشدد"، بعد أن قررت محكمة بريطانية إطلاق سراحه في السابع من فبراير/ شباط الماضي، رغم اتهامه ببناء علاقات مع تنظيم "القاعدة"، وذلك بعد سنوات أمضاها وهو يقاوم محاولات ترحيله إلى بلده الأصلي.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن الناطق باسم الحكومة، راكان المجالي، قوله "في حال تسلمت الأردن أبو قتادة، فإنه سيتم إلغاء الحكم الجزائي الصادر بحقه تلقائياً، وسيتم مباشرة الإجراءات القضائية اللازمة لإعادة محاكمته، وفق القوانين الأردنية."

وأكد المجالي لـCNN في وقت سابق، أن بلاده قدمت ضمانات كافية لاستقبال أبو قتادة، وأشار إلى أن جهوداً عديدة بذلت، وما تزال تبذل، لإيجاد حل لقضية ترحيله من بريطانيا إلى الأردن.

وأرجعت مصادر مطلعة، تحدثت لـCNN بالعربية، تحفظ المحكمة الأوروبية على ترحيل أبوقتادة إلى الأردن، إلى استمرار عمل محكمة أمن الدولة، المؤلفة من قاضيين عسكريين وآخر مدني، والتي تعقد جلسات لمحاكمة مدنيين في البلاد، وترجيح عرض "المشتبه به" عليها.

وقال وزير شؤون رئاسة الوزراء والتشريع بالحكومة الأردنية، أيمن عودة، لـCNN، إن أبوقتادة مواطن أردني، ولا يمكن لبلاده إلا أن تقبل بعودته، إلا أنه أشار إلى أن رجل الدين الذي غادر بلاده منذ سنوات "ملاحق بأحكام غيابية جزائية الطابع على صلة بالإرهاب"، مؤكداً أن القضاء سيعيد محاكمته فور توقيفه وفق القانون.

وحول إصرار أبوقتادة على رفض ترحيله إلى الأردن، بدعوى خوفه من التعرض للتعذيب، قال الوزير الأردني إن دستور بلاده وتعديلاته الجديدة يحرّم التعذيب النفسي والجسدي، أو حتى التهديد بالتعذيب تحت طائلة بطلان الاعترافات التي تؤخذ بهذه الطريقة.

كما وجه عودة دعوة إلى أبوقتادة لتسليم نفسه إلى السلطات الأردنية، وأكد أن الأردن لم يصدر عنه أي إشارة تدل على أنه يرفض استقباله، بل على العكس، أكد استعداده لإعادة مواطنه، وضمان محاكمة عادلة له.

من جانب آخر، دعا أفراد من عائلة أبو قتادة، المقيمين في عمان، في تصريحات لموقع CNN بالعربية، إلى ضرورة توفير "حياة كريمة" له في أي بلد، إضافة إلى"إسقاط التهم" الموجهة إليه في الأردن.

وقال ممثل اللجنة الأردنية البريطانية المكلفة بضمانة حقوق الإنسان، عاصم الربابعة، في تصريح لموقع CNN بالعربية "لا توجد معلومات مؤكدة  أو نهائية حول موعد قدوم أبو قتادة إلى الأردن، حيث لم يصدر قرار الترحيل النهائي لغاية الآن."

وبين الربابعة: "لا زال الوقت مبكراً، وعلينا أن لا نستبق الأمور، فلا يزال هناك عدد من الإجراءات القانونية يمكن اللجوء إليها في محاكم التمييز البريطانية."

وأضاف الربابعة: "يبدأ عملنا في اللجنة بعد صدور قرار الإبعاد الرسمي والنهائي، وعليه سنتوجه إلى المملكة المتحدة برفقة لجنة مكونة من أطباء للإطلاع على صحة ابو قتادة الجسمية والنفسية."

وكان تنظيم "القاعدة" قد حذر، في وقت سابق من الشهر الجاري، الحكومة البريطانية من تسليم "أبوقتادة" إلى السلطات الأردنية، وقال إن ذلك سيفتح على بريطانيا ورعاياها "باب شر"، بحسب ما جاء على بيان نشر على موقع دأب على نشر بيانات الحركات المتشددة.