القدس (CNN) -- صادق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 71 صوتا مقابل 23 على الاتفاق الائتلافي بينَ حِزبي الليكود وكاديما، وذلك بعد جلسة عاصفة تخللها تبادل للاتهامات بين القوى السياسية، وقد حرص النائب البارز عن حزب العمل، بنيامين بن أليعازر، على التنديد برئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، متهماً إياه بـ"بيع روحه للشيطان."
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مداولات الكنيست كانت توقفت لمدة نصف ساعة، بعد أَنْ طرح عضو الكنيست، أوري أريئل، من حزب الاتحاد الوطني، أسئلةً لرئيس الوزراء، حول وجود ملحق سري للاتفاق بين الحزبين، والمتعلق بتعيين وزراء من حزبِ كاديما في الحكومة.
وبعد مشاورات مطولة نفى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وجود ملحق من هذا النوع، وأقسم رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، يمين الولاء كوزير بدون حقيبة في الحكومة، إلى جانب منصب نائب رئيس الوزراء.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزراء في حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو قالت إنهم طلبوا عدم ذكر هوياتهم، انتقادهم لرئيس الوزراء بسب ما قالوا إنه "عدم كشفه عن جميع تفاصيل الاتفاق على ضم حزب كاديما،" مشيرين في هذا الإطار إلى احتمال وجود توافق على تعيين المزيد من وزراء كاديما مستقبلاً.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" الذي كان يتمتع بدور رئيسي في الحكومة قبل توسيع التحالف، أن نتنياهو "أطلعه على الاتصالات لضم كاديما الى الائتلاف الحكومي لدى بدايتها وقال له إنه لن يقوم بهذه الخطوة دون دعمه."
وقال ليبرمان انه ابلغ نتنياهو تأييده الكامل للخطوة، مضيفاً أن إسرائيل "بحاجة إلى الاستقرار أكثر من أي شيء آخر وان معظم المواطنين يؤيدون توسيع الائتلاف الحكومي. ولكنه شدد على أن حزبه "لن يوافق على تقديم تنازلات" بسبب القانون الخاص بالخدمة العسكرية، مضيفاً أن حزبه "لن يبقى في الحكومة بأي ثمن،" وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
من جانب آخر، شنت القيادات اليسارية في الكنيست هجوماً قاسياً على الحكومة وتحالفاتها الجديدة، واعتبر القيادي في حزب العمل، بنيامين بن أليعازر، أن موفاز "باع روحه للشيطان" من خلال الصفقة مع نتنياهو، معتبراً أن الشيطان هو المستفيد الوحيد من الصفقة.
بينما قالت زهافا غال، القيادية بحزب "ميرتس" اليساري، إن موفاز ونتنياهو توصلا إلى صفقة "وسخة" إلى درجة أفقدت الناس ثقتهم بكل السياسيين.
وكان النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، قد علق في وقت سابق على التحالف الحكومي الجديد في إسرائيل بالقول إنه سيجعل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو "ملكاً" على البلاد، واعتبر أن حزب كاديما قبل الصفقة بسبب نتائجه المخيبة باستطلاعات الرأي، وأكد رفض النواب العرب منح الثقة للحكومة الجديدة التي بدا متشائماً من انعكاسات عملها الممكنة على الوسط العربي وتعميمها الخدمة العسكرية.
وينص الاتفاق بين الكتلتيْن أيضاً على استبدال (قانون تال) الذي يعفي الشبان اليهود المتشددين دينياً (الحريديم) من الخدمة العسكرية بقانون جديد بالإضافة إلى ضمان تشريع قانون الميزانية العامة للسنة القادمة وطرح مشروع قانون بتعديل النظام الانتخابي حتى أواخر العام الجاري ما يعني أن الانتخابات المقبلة المزمعة بعد حوالي عام ونصف ستجرَى بناء على النظام الجديد.
وبحسب الإذاعة، فقد تعهد حزب كاديما بموجب الاتفاق بعدم الانسحاب من الائتلاف حتى انتهاء ولاية الكنيست الحالي. كما جرى الاتفاق على السعي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بالإضافة إلى تفاهمات ثنائية في قضايا اقتصادية واجتماعية مختلفة.
ويرى محللون أن الاتفاق الحالي سيؤمن لنتنياهو غالبية مريحة في البرلمان، كما سيرفع عنه عبء المطالب المتعددة للأحزاب اليمينية الصغيرة التي كان يتحالف معها.
كما يتوقع أن ينعكس التحالف الجديد على الموقف مع إيران، فرغم قلق موفاز من ملف طهران النووي، إلا أنه ليس من المتحمسين لاستهدافها بضربة عسكرية منفردة.