دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، للوصول إلى "صيغة اتحادية مقبولة" بين دول الخليج، قائلاً إن العمل الفردي أثبت عدم قدرته على مواجهة "التحديات"، التي ذكر منها الملف الإيراني، والوضع في الأراضي الفلسطينية، وتداعيات أحداث "الربيع العربي"، وذلك قبل يوم من قمة خليجية ينتظر أن تناقش الموضوع بشكل جدي.
وقال وزير الخارجية السعودي إن جل اهتمام قادة دول الخليج ينصب على "البحث في كيفية مواجهة التحديات الراهنة"، مشيراً في هذا السياق إلى "تصعيد المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي حول برنامجها النووي، واستفزازها المستمر لدول مجلس التعاون على نحو خاص، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تداعيات ما تمر به العديد من دول المنطقة من تغييرات سياسية واسعة."
واعتبر الفيصل أن هذه المستجدات "تستدعي وقفة للتأمل وإرادة صلبة للتعامل معها، حفاظاً على مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والسلم المدني واستقرارها ونموها"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.
وأضاف الأمير السعودي: "هذه التهديدات بأنواعها تستدعي العمل الجاد من قبل دول مجلس التعاون الخليجي للتحول من صيغة التعاون الحالية إلى صيغة اتحادية مقبولة لدى الدول الست تكفل لها الأمن والاستقرار ومتانة الاقتصاد وبالنظر لما تحظى به منطقة الخليج العربي من أهمية بالغة نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم، ولما تملكه من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز."
وأشار الفيصل إلى صعوبة "التعامل الفردي" من قبل دول مجلس التعاون مع تلك الأزمات، معتبرا أن التعاون والتنسيق بين دول المجلس بصيغته الحالية "قد لا يكفي لمواجهة التحديات القائمة والقادمة، مما يستوجب تطوير العمل الخليجي المشترك لصيغة اتحادية مقبولة باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات بصورة فعالة ومؤثرة."
وشدد الفيصل، الذي كان يتحدث بافتتاح مؤتمر "الشباب الخليجي: دول الخليج العربية من التعاون إلى الاتحاد،" الذي استضافته العاصمة السعودية، الرياض، على دور الشباب في دعم العمل الخليجي المشترك "بما يفضي لتحقيق حلم شعوب منطقتنا للوصول للاتحاد ليكون صمام أمان واستقرار ومنعة ضد ما يهدد أمنها واستقرارها."
وكانت مصادر خليجية قد أشارت إلى أن القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، المقرر عقدها الاثنين في الرياض، قد تشهد الإعلان عن قيام "وحدة" بين السعودية والبحرين، في الوقت الذي تنظر أطراف أخرى إلى مثل هذا الاتحاد بـ"عدم الارتياح"، خوفاً من أن تكون مقدمة لفرض السعودية، كبرى دول المجلس، إملاءاتها على الدول الأخرى.
وكان قادة دول الخليج قد وافقوا، في ختام قمتهم بالرياض، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على اقتراح العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالانتقال من "مرحلة التعاون"، إلى "مرحلة الاتحاد في كيان واحد"، وقرروا تشكيل لجنة لدراسة الملف، وهي نفس الدعوة التي جددها مؤخراً وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، بهدف التوصل إلى "صيغة اتحادية مقبولة."
وبحسب البيان الختامي الصادر عن القمة السابقة، فقد وجه قادة الدول الخليجية المجلس الوزاري، "بعد تبادل الآراء"، إلى تشكيل هيئة مختارة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة، لدراسة الاقتراحات، بحيث تقدم كل دولة أسماء مرشحيها بموعد أقصاه فبراير/ شباط الماضي، على أن يتم تقديم تقرير حول الملف في مارس/ آذار من العام الجاري.
وقوبلت الأنباء عن اعتزام إعلان الوحدة بين السعودية والبحرين، بانتقاد شديد من جانب إيران، التي وصفت الخطوة بأنها "محاولة سعودية خليجية لشرعنة احتلال البحرين"، بحسب ما أوردت وكالة أنباء "فارس"، في إشارة إلى انتشار وحدات من قوات "درع الجزيرة"، التابعة للمجلس الخليجي، للتصدي للاضطرابات التي تشهدها المملكة الخليجية الصغيرة.