دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جدد مسؤولون في إيران الثلاثاء، مهاجمة عدد من الجيران العرب للجمهورية الإسلامية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، التي تتهمها طهران بإعداد ما أسمتها "مؤامرة خبيثة" في منطقة الخليج، في إشارة إلى اقتراح العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإقامة "اتحاد" بين الدول الخليجية العربية.
وأكد المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة، رامین مهمانبرست، أن "طهران تعتبر إطلاق، أو تكرار أی ادعاء بشأن الجزر الإیرانیة الثلاث، بمثابة تصریحات غیر مدروسة ومرفوضة، وتفتقر لأي وجاهة سیاسیة وقانونیة، نظراً لتعارضها مع مبدأ عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول"، في إشارة إلى الجزر المتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية جاءت رداً على ما وصفتها بـ"المزاعم"، التي طرحت علي هامش القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون بالعاصمة السعودیة الریاض الاثنين، كما شددت الوكالة الرسمية على إطلاق اسم "الخليج الفارسي" على الممر المائي الذي يفصل إيران عن الدول العربية.
ورداً على تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، والأنباء التي ترددت حول احتمال قيام اتحاد بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، شدد المتحدث الإيراني على ما وصفه بـ"دور إیران ومساهمتها في إحلال السلام والاستقرار والأمن فی المنطقة"، على حد تعبيره.
كما اعتبر مهمانبرست أن "الحل الوحید لأزمة البحرین، یكمن في الاستماع والاهتمام بالمطالب الشعبیة، وتلبیة هذه المطالب، وأن أي تدخل أجنبي، أو طرح مشاریع غیر مبدئیة، دون الاهتمام بتطلعات الشعب، إنما سیؤدي إلى توسیع رقعة الجرح القائم وتعمیقه"، بحسب قوله.
وأضاف أن "الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية ترى أن الاقتدار الحقیقي لكل من دول المنطقة، یكمن في استقطابها دعم غالبیة شعبها، كما تعتبر التعاون الإقلیمي في هذا الإطار، بأنه یصب في مصلحة العالم الإسلامي، ویجهض المؤامرات الصهیونیة المثیرة للخلافات."
في الوقت نفسه، وصف عضو الهیئة الرئاسیة بـ"مجلس الشورى الإسلامي"، محمد دهقان، في تصريحات له الثلاثاء أوردتها الوكالة الرسمية، ما أسماه "سلوك السعودیة تجاه البحرین"، بأنه "یتعارض مع میثاق منظمة الأمم المتحدة، لأن البحرین دولة مستقلة، ومن أعضاء المجتمع الدولي."
وقال النائب الإيراني إن "السعودیة لیس لها الحق في المساس بسیادة أراضي البحرین، والهیكلیة السیاسیة لهذا البلد"، كما أضاف أن "حكام البحرین أیضاً لیس لهم الحق بأن یبیعوا البلاد إلی دولة أخری، وأن یسمحوا لسائر الدول بالتدخل في شؤونها."
وفيما بدت أنها محاولة من جانب طهران لحشد دولي معارض لفكرة الاتحاد بين دول الخليج العربية، شدد البرلماني الإيراني على قوله: "علی دول المنطقة، والأمم المتحدة، أن تبدي الحساسیة إزاء هذا الموضوع، لأن السلوك الذي یتم انتهاجه ضد البحرین، سیكون ذریعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى في منطقة الخلیج الفارسي."
كما تابع دهقان بقوله: "علی دول المنطقة أن تعلم بأنه إذا تراجعت عن هذه القضیة، وسمحت للسعودیة في المساس بسیادة البحرین واستقلالها، فإن سائر الدول في منطقة الخلیج الفارسي، ستكون معرضة لأغراض أخرى من جانب السعودیة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
ولم تقتصر دعوة النائب الإيراني للأمم المتحدة ودول المنطقة فقط، بل امتدت إلى روسيا و"الدول الأخرى"، دون أن يسميها، إلى أن "تتخذ موقف بشأن هذه القضية"، وأضاف أن "الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، باعتبارها دولة داعیة للحق والعدالة، ستبدي احتجاجها لهذا السلوك السعودي، وسوف لن تفلح السعودیة في هذا الموقف المتسم بالخبث"، على حد قوله.
وكان قادة دول الخليج العربية، قد أنهوا قمتهم التشاورية التي عُقدت في الرياض الاثنين، باتفاق على إحالة ملف "الوحدة" إلى المجلس الوزاري، على أن يتم عرض ما ينتهي إليه المجلس على "قمة استثنائية" لاحقة للمجلس الأعلى، تستضيفها العاصمة السعودية أيضاً. (مزيد من التفاصيل)