بيروت، لبنان (CNN) -- تفجر الوضع الأمني على نطاق واسع في العاصمة اللبنانية بيروت، بمعارك بدأت في ساعات الليل ولم تنتهي إلا فجراً، وتركزت في منطقة الطريق الجديدة بين عناصر مسلحة بعضها مؤيد للنظام السوري وبعضها الآخر معارض له، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح 18، بينما استمر التوتر في الشمال على خلفية مقتل رجل دين سنّي ومرافقه عند حاجز للجيش.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن حالة من "الهدوء الحذر" تخيم على منطقة الطريق الجديدة، التي تضم أكبر الأحياء السنيّة في العاصمة، حيث يتمتع تيار المستقبل، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، بنفوذ كبير.
وأضافت الوكالة أن الجيش ينتشر بكثافة في المنطقة التي "شهدت إشكالات بين عناصر من تيار المستقبل وعناصر من حزب التيار العربي (جماعة محلية مؤيدة للنظام السوري يقودها شاكر البرجاوي) استمرت حتى الثالثة فجرا حيث تدخل الجيش اللبناني فاصلا بين الفريقين."
وبحسب الوكالة، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخصين على الأقل وجرح 18 آخرين، وإلحاق أضرار مادية جسيمة في المباني والمحال والسيارات بينها حرق مقر حزب التيار العربي.
ولم تتضح صورة الأحداث بشكل جلي، إذ اتهم أنصار تيار المستقبل أعضاء "التيار العربي" بإطلاق النار على مسيرة في إحدى الساحات، ما أدى لاندلاع المعارك، بينما قال خصومهم إنهم تعرضوا لهجوم في مقرهم.
وقد بدأت الاشتباكات عند أولى ساعات الليل في المنطقة التي شهدت نزول مظاهرات في شوارعها وعمليات إغلاق للطرق رداً على مقتل الشيخ أحمد عبدالواحد، وهو رجل دين سني بارز، ومرافقه الشيخ محمد حسين المرعب، عند حاجز للجيش في شمالي البلاد.
ولفتت الوكالة أيضاً إلى حصول عمليات إغلاق للشوارع في عدة بينها، بينها طرق شتورا، سعدنايل، المرج وقب الياس في البقاع، والبيرة- القبيات الطريق الدولية الرابطة بين لبنان وسوريا في الشمال، كما قطعت الطريق ما بين بيروت وطرابلس أيضاً.
وكان تيار المستقبل، القوة الرئيسية في المناطق السنية بلبنان، قد أصدر بياناً أعلن فيه المشاركة في الإضراب العام الذي دعت إليه دار الفتوى الاثنين، احتجاجاً على مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين المرعب على حاجز للجيش اللبناني."
وشدد التيار على أنصاره "التقيد بوجوب الالتزام بالطابع السلمي للإضراب ولأي تعبير ديمقراطي في إطار القانون، واستنكر "أعمال الشغب وقطع الطرقات التي شهدتها مدينة بيروت" واعتبرها "أعمالاً مشبوهة تقف خلفها زمر معروفة ترتزق عند النظام السوري وأدواته في لبنان."
ومن المنتظر أن يتم تشييع الشيخ عبد الواحد في شمالي لبنان الاثنين، وتشير المعلومات الرسمية إلى أنه كان بطريقه إلى الاعتصام وتعرض لإطلاق نار من حاجز الجيش لسبب لم يتضح بعد، وقد أصدرت قيادة الجيش بياناً وصفت فيه ما جرى بأنه "حادث مؤسف،" وأعربت عن "أسفها الشديد لسقوط الضحيتين،" وأكدت أنها بادرت على الفور إلى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص.
كما أصدر مفتي لبنان، الشيخ محمد رشيد قباني، بياناً نعى فيه الشيخ عبدالواحد، وطالب بالتحقيق في قضيته، كما أعلن إقفال دار الفتوى والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية في العاصمة بيروت وسائر دور الإفتاء والأوقاف الإسلامية والمؤسسات التابعة لها في جميع المناطق اللبنانية لمدة ثلاثة أيام حدادا.