الخرطوم، السودان (CNN)-- أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المحتجين من طلاب الجامعات الذين تظاهروا في اليمن الثامن على التوالي من الاحتجاجات، مطالبين بتنحي الرئيس عمر حسن البشير، وفقاً لما أكده صحفي موجود في الخرطوم الأحد.
وقال الصحفي الذي طلب من CNN عدم كشف اسمه "علمت بأن عدداً من الناشطين تعرضوا للاعتقال من منازلهم قبل أن يتمكنوا حتى من الوصول إلى نقطة التظاهر."
وشارك في الاحتجاجات طلاب من جامعتين سودانيتين على الأقل، ولكن الصحفي الذي تحدث لـCNN أكد أيضاً خروج مظاهرات في أماكن خارج العاصمة.
من جانبه، نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية شبه الرسمي، أن معتمد محلية الخرطوم، اللواء عمر إبراهيم نمر، "كشف عن مشاركة عناصر وأفراد من دول الجوار في أعمال الشغب التي شهدتها المحلية في الأيام السابقة، مشيراً إلى أن العمل يعتبر مخططاً تخريبياً قصد منه استهداف مصالح المواطنين ومقدرات الدولة."
وأكد المعتمد لدى مخاطبته تدشين المرحلة الثانية من مشروع تطوير السوق المركزي " فشل أهداف المخطط بعد ضبط العديد من الذين شاركوا في التظاهرات لافتاً بأنه تم إطلاق سراح الذين ثبت عدم مشاركتهم في التخريب بالضمان الشخصي وتقديم المتورطين إلى المحاكم المختصة."
وبحسب المعتمد، فإن المتهمين تورطوا في "تعديات على ممتلكات الدولة والأفراد بالتخريب، مثل حرق حافلات الولاية وسيارات الشرطة والتعدي بالكسر ومحاولة نهب البنوك والصالات المخصصة للأفراح قاطعاً بأن السلوك الذي حدث لا يشبه الشعب السوداني."
وكانت قيادة الشرطة السودانية قد أمرت قواتها بـ"الحسم القوي والفوري للتظاهرات وأحداث الشغب" وذلك بعد اجتماع للقيادات الأمنية على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
ونقل موقع "المركز السوداني للخدمات الصحفية،" أن الفريق أول هاشم عثمان الحسين، مدير عام قوات الشرطة، ترأس السبت اجتماع هيئة إدارة قوات الشرطة لمناقشة "الآثار التي نجمت عن التظاهرات المحدودة التي قامت بها مجموعات من المواطنين في مناطق مختلفة بولاية الخرطوم."
وبحسب المركز، فقد قال المتحدث باسم الشرطة، اللواء السر أحمد، أن الاجتماع تناول "الخطط التأمينية و التدابير الوقائية الخاصة بوقف أية تفلتات أو تخريب أو إثارة للشغب من شانها إثارة البلبلة أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة."
وأكد المتحدث الرسمي صدور توجيهات من المدير العام لقوات الشرطة "بالتعامل مع الشغب حسب ما نص عليه القانون والتعامل في الوقت نفسه مع المجموعات التي تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق بالحسم القوي والفوري وفقاً للقانون."
وكانت الاحتجاجات قد بدأت على شكل مظاهرات طلابية في الخرطوم، قبل أن تتطور الأمور إلى حراك شعبي احتجاجاً على رفع الضرائب في الموازنة الجديدة التي حدت أيضاً من التقديمات، تحت ضغط ضعف الوضع الاقتصادي الناجم عن انفصال الجنوب وخسارة البلاد لمعظم إنتاجها النفطي.
وشهدت الخرطوم عقب صلاة الجمعة مسيرات ترددت فيها هتافات تدعو لرحيل الرئيس عمر حسن البشير، الذي يتولى مقاليد السلطة في البلاد منذ عام 1989.
وكان البشير قد خاطب السودانيين الأسبوع الماضي عبر التلفزيون المحلي، طالباً منهم تفهم الإجراءات الاقتصادية القاسية، والتي فاقمت مستويات التضخم الكبيرة من وطأتها، بعد أن لامست مستويات 30 في المائة.
وكان السودان قد شهد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي تحركات احتجاجية حاولت استلهام نماذج دول "الربيع العربي،" غير أنها كانت محدودة، وتمكنت أجهزة الأمن من إنهائها بسرعة.