القاهرة، مصر (CNN) -- يتوجه الرئيس المصري، محمد مرسي، إلى الرياض الأربعاء المقبل، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، في خطوة يتوقع منها أن تساعد على تعزيز العلاقات بين القاهرة العواصم الخليجية التي تحاول التعرف على التوجهات الدولية والإقليمية للنظام المصري الجديد بعد سنوات من التحالف الوثيق.
وأعلن السفير السعودي، أحمد القطان، عن الزيارة بعد استقبال مرسي له السبت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
وبين السفير قطان، وفقاً لبيان صادر عن السفارة السعودية في القاهرة تلقت CNN بالعربية نسخة عنه، أن الزيارة ستتضمن لقاء العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وكبار المسؤولين في الحكومة السعودية.
كما سيقوم مرسي خلال الزيارة بتأدية مناسك العمرة، وفقاً للبيان.
وبخصوص الاستثمارات السعودية في مصر أكد قطان أنها "زادت في مصر ولم تقل في مرحلة ما بعد الثورة، وكذلك التبادل التجاري،" مشيرا إلى ارتفاع عدد العاملين المصريين في السعودية من مليون ونصف المليون قبل الثورة إلي مليون و650 ألفا حاليا.
وعن البرنامج الاقتصادي السعودي المقدم لمصر أكد قطان أن البرنامج الدعم الاقتصادي السعودي الذي قدم خادم الحرمين الشريفين لمصر تم الانتهاء منه تماما قبل إعلان نتائج الانتخابات المصرية .. مبينا أن مبالغ المليار دولار سلم إلى البنك المركزي كوديعة وكذلك 500 مليون دولار سلمت أيضا.
كما أشار إلى أن العاهل السعودي "استثنى مصر من بالنسبة لبرنامج خط الائتمان وقرر تخصيص مبالغ 250 مليون دولار فيما يتعلق بتوريد الغاز لمصر،" موضحا أن هذه الأمور "تم الانتهاء منها تماما وأعلن عنها منذ فترات طويلة لأن خادم الحرمين الشريفين حريص على استقرار وأمن جمهورية مصر العربية."
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الخليجية شدد قطان على أن أمن الخليج بالنسبة لمصر "أمر هام وخط أحمر،" مؤكدا بالوقت نفسه أن السعودية ودول الخليج "قادرة على حماية بلادها من أي تدخلات خارجية."
وأشار قطان إلى كلمة الرئيس المصري في مؤتمر المعارضة السورية، فقال إنه "يعكس بشكل واضح وقوى موقف جمهورية مصر العربية،" مضيفاً أن موقف الرياض من سوريا "كان جليا منذ شهر رمضان الماضي" عندما قررت الرياض استدعاء سفيرها في دمشق.
وعن قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، المتهم بمحاولة إدخال أقراص محظورة إلى السعودية قال قطان إن القضية "مازالا لدى القضاء السعودي وسوف يتم اتخاذ اللازم حيال المذكور وحيال كل من يحاول أن يقوم بمثل هذه الأعمال داخل المملكة العربية السعودية" على حد تعبيره.
ويترقب المصريون والعالم الأسابيع الأولى من فترة حكم الرئيس محمد مرسي، لمعرفة موقف مصر الجديد من التوازنات العربية والإقليمية، خاصة وأن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قدم قبل أيام دعوة لنظيره المصري، محمد مرسي، لحضور قمة عدم الانحياز التي تعقد في العاصمة الإيرانية أواخر الشهر المقبل،
وقد وفر مرسي إشارات أولية عبر تأكيده الوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني والسوري، لكن طبقة الجليد في علاقات دول الخليج مع جماعة الإخوان المسلمين التي كان أحد قادتها لم تتحطم بعد.
وتنظر دول الخليج، التي كانت ترتبط بتحالفات وثيقة مع القاهرة طوال السنوات الماضية، بقلق حيال تاريخ طويل مع التعاون بين جماعة الإخوان وإيران. لكن البعض يرى أن في هذه المخاوف بعض المبالغة، وأن الجماعة كانت قد اختارت هذا الطريق خلال المواجهة مع النظام المصري السابق، ويمكنها أن تعود عنه دون خسائر كبيرة.
ورغم تعهدات مرسي بأن مصر ستكون حرة بسياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية، في تلميح إلى أن كل الخيارات مفتوحة أمام القاهرة، فإن محللين يرون بأن الواقع سيفرض نفسه في نهاية المطاف، مع حاجة مصر الماسة للاستثمارات الخارجية والدعم الاقتصادي، ووجود ملايين المصريين في دول الخليج.
ويساعد في تعزيز هذا التوجه حرص الرئاسة المصرية على نفي مقابلات نسبت لمرسي عبر وسائل إعلام إيرانية وتهديدها بالملاحقة القضائية، وكذلك الحديث المصري المتجدد عن "الأمن القومي" العربي، إلى جانب الانقسام الواضح في وجهات النظر بين مختلف فروع الجماعة في المنطقة وبين إيران حول الملف السوري.
وتناقلت وسائل الإعلام العربية في هذا السياق تصريحات رئيس مجلس الشورى المصري، أحمد فهمي، وهو أحد قادة الجماعة، والذي كرر أمام وفد بحريني الأربعاء دعم بلاده الكامل لأمن دول الخليج العربية، "كونه خطاً أحمر لمصر، ولا يمكن تجاوزه بأي حال"، وهو مصطلح كانت القاهرة تحرص على استخدامه بمواجهة إيران خلال السنوات الماضية.