دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف الرئيس السوداني، المشير عمر البشير، عن بعض ملامح الدستور الجديد الذي تعتزم إدارته إصداره قريباً، قائلاً إن "دستور البلاد القادم سيكون معبراً عن الإسلام"، إلا أنه شدد في الوقت نفسه، على أنه "سيراعي حقوق غير المسلمين."
وقال الرئيس السوداني، خلال احتفال صوفي بمناسبة ليلة النصف من شعبان، بولاية شرق النيل، مساء السبت، إن اللجنة القومية المشتركة لوضع الدستور الجديد، ستضم "كافة الأحزاب والطوائف والعلماء"، كما أشاد بدور الطرق الصوفية في "نشر الدين الإسلامي بالبلاد، والوقوف خلف الدولة ودعمها."
وفيما لم يتطرق البشير إلى الاحتجاجات التي تزايدت في السودان مؤخراً، إلا أنه قال، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، إن "الشعب السوداني قادر على تجاوز كافة الصعاب والابتلاءات"، مشيراً إلى أن "الدولة تسعى بكافة إمكانياتها، لتخفيف العبء على المواطن، وتسهيل لقمة العيش للضعفاء والمساكين."
وبدأت السودان، منذ 17 يونيو/ حزيران الجاري، تشهد تحركات شعبية متزايدة، مناوئة للنظام العسكري، الذي يحكم الدولة العربية منذ 23 عاماً، بقيادة المشير البشير، حيث تحولت الاحتجاجات ضد الغلاء، إلى "ثورة ضد الفساد"، يصر نظام الخرطوم، على استخدام القوة، لوأدها في مهدها.
وكغيره من العديد من النظم الحاكمة في الدول العربية، بادر نظام الخرطوم إلى اتهام "أطراف خارجية" بإشعال الأوضاع، وضرب الاستقرار في السودان، ليبرر لنفسه، وبعض حلفائه، استخدام مختلف أساليب القمع ضد المحتجين المدنيين، على اعتبار أنهم "يقومون بتنفيذ مخطط خارجي."
وتصاعدت الدعوات برحيل البشير عن الحكم، بعد نحو 23 عاماً في السلطة، مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي أجبر الحكومة على إجراء خفض كبير في النفقات، ورفع الدعم عن الوقود، مما أدى إلى ارتفاع كلفة المعيشة، الأمر الذي دفع المحتجين للنزول في الشوارع، للتعبير عن رفضهم لسياسة "التقشف" الحكومية.
ورد البشير بوصف المشاركين في الاحتجاجات بأنهم "قلة"، و"شذاذ الآفاق"، كما هدد بإنزال "مجاهدين حقيقيين" للتصدي لهم، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن انتشار ملحوظ لقوات الأمن بشوارع الخرطوم، إلى جانب عناصر "الرباطة"، وهو تعبير سوداني يقابل "الشبيحة" و"البلطجية" في دول عربية أخرى.