دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كرر وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، تصريحاته المثيرة للجدل ضد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، فاتهمه الخميس بممارسة ما وصفه بـ"الإرهاب السياسي على الصعيد الدولي" ضد إسرائيل، معتبراً أن عباس يتقاسم الأدوار مع قادة حركة حماس وهو أخطر منهم على هذا الصعيد.
وقال ليبرمان، في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية، إن ليبرمان "يمارس الإرهاب السياسي ضد إسرائيل على الصعيد الدولي، وهو أخطر من الإرهاب المسلح الذي تمارسه حركة حماس والتنظيمات الأخرى."
وتابع ليبرمان قائلاً: "عباس ليس معنيا بالسلام وقد أطلق اسم يحيى عياش على الميدان الرئيس برام الله ويلقب إسرائيل بدولة التمييز العنصري ووصف السجناء الفلسطينيين بالمناضلين،" و أضاف: "هناك توزيع مهام بين (رئيس الحكومة المقالة إسماعيل) هنية و(محمود عباس) أبومازن، ولست متأكدا أيهما أخطر علينا."
من جانبه، استنكر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، بشدة تصريحات ليبرمان الخميس، واعتبرها "عدوانا وإرهابا سياسيا على شعبنا الفلسطيني وقيادته."
وأشار الزعنون في تصريح صحفي، إلى "أن تصريحات ليبرمان "حملت تحريضا رسميا وتدخلا سافرا وعداء عنصريا وحقدا على مبادئ السلام التي يجسدها نضال شعبنا الفلسطيني."
و
حمّل الزعنون إسرائيل "كامل المسؤولية تجاه ما قد يحصل للرئيس محمود عباس، مع ترافق هذه الحملة السياسية العدوانية مع حملات الإرهاب والتطهير التي يمارسها المستوطنون بزعامة ليبرمان في الأراضي الفلسطينية المحتلة" وفقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء الفلسطينية.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد سعوا إلى التنصل من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني أفيغدور ليبرمان الأربعاء، والذي اعتبر أن الرئيس عباس "عقبة في طريق السلام،" ودعا إلى استبداله.
وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك بشدة قيام تصريحات ليبرمان، والرسالة التي بعثها إلى اللجنة الرباعية الدولية داعيا إلى إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية لاستبدال عباس.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن براك قوله "إن هذه الرسالة تمس بالمصالح الإسرائيلية ومن شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات مع الجانب الفلسطيني،" معتبرا السياسة التي يتبعها الوزير ليبرمان "خاطئة."
كما نقلت وسائل إعلام موقفا مشابها عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي انتقد بدوره تصريحات وزير خارجيته، واتخذ موقفا خلافيا مع ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يشغل 15 مقعدا من أصل 66 يسيطر عليها التحالف الذي يقوده نتنياهو في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وكان ليبرمان دعا اللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على تحديد موعد لإجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية بهدف "استبدال الرئيس محمود عباس كونه يشكل عقبة أمام تقدم عملية السلام."
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن ليبرمان بعث برسائل بذلك المضمون إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون ونظيرهما الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال ليبرمان، إنه "رغم بوادر حسن النية التي قامت بها إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية مؤخرا صعدت السلطة خطواتها ضد إسرائيل في الساحتين الدبلوماسية والقضائية."
و أضاف قائلا: "اعتبر أن عباس لا يريد أو لا يستطيع المضي قدما في عملية السلام بسبب مركزه السياسي الضعيف والتغيرات الأخيرة في الدول العربية،" وفقا لما أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
بالمقابل، رد الناطق باسم رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قائلا إن ما جاء على لسان ليبرمان "تصريحات تحريضية تساهم في خلق حالة من العنف وعدم الاستقرار."
وطالب أبو ردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الأربعاء، الرباعية الدولية باتخاذ موقف من التعامل مع ليبرمان باعتبار تصريحاته "تحريضا على القتل والعنف،" واعتبر ذلك "تدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية."