القاهرة، مصر (CNN)-- توافد المئات على ميدان "طلعت حرب"، في وسط العاصمة المصرية القاهرة الجمعة، للمشاركة في فعاليات المظاهرة المليونية، التي دعا إليها عدد من الشخصيات والقوى السياسية، للتنديد بما وصفوه بمحاولات "أخونة" الدولة، ورفض "الخروج الآمن" لقادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي قاد البلاد خلال المرحلة الانتقالية، بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
ورفع المتظاهرون صورة كبيرة يظهر فيها نصف وجه الرئيس المصري، الدكتور محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، يقابله نصف وجه الرئيس المخلوع حسني مبارك، في دلالة سياسية لعدم وجود اختلاف بين حكميهما، كما ردد المتظاهرون شعارات أبرزها "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"بيع بيع الثورة يا بديع"، و"الشعب يريد إسقاط الإخوان."
وبحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن "مليونية" الجمعة، التي دعا إليها القيادي اليساري كمال خليل، حملت خمسة مطالب أساسية، هي إيقاف ما وصف بمحاولات أخونة الدولة، والإفراج عن المعتقلين المحاكمين عسكرياً، ورفض الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري، ومحاكمتهم، بالإضافة إلى وضع حد أدنى للأجور يبلغ 1500 جنيه.
وشهدت فعاليات المليونية مشاركة عدد من الأحزاب، من بينها "التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"التجمع"، و"الشيوعي المصري"، و"منظمة الاشتراكيين الثوريين"، بالإضافة إلى قوى يسارية أخرى، وعدد من أعضاء حركة "أزهريون مع الدولة المدنية"، فيما توجه أعضاء "اتحاد شباب ماسبيرو" بمسيرة قادمة من حي شبرا إلى ميدان طلعت حرب.
وفيما يعتبر منظمو مليونية الجمعة أن المظاهرة تُعد "بمثابة عودة لقوى اليسار إلى الشارع المصري بعد أن كانت قد قللت تواجدها فيه منذ بداية فترة مرسي الرئاسية، فقد أعلنت عدة قوى وحركات سياسية عن اعتزامها تنظيم "مظاهرة رمزية" بميدان طلعت حرب مساء الجمعة، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
على صعيد آخر، شهدت ساحة ميدان التحرير حالة من الانسياب المروري صباح الجمعة، ترافقها عودة التواجد الشرطي بشكل كامل في أرجاء الميدان، لتمتد حركة انتظام السيارات إلى الشوارع المؤدية إليه، فضلا عن شارع كورنيش النيل بماسبيرو، ومنطقة قصر النيل في كلا الاتجاهين.
إلا أن الميدان، الذي شهد انطلاقة ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أنهت 30 عاماً من حكم مبارك، شهد مظاهرة "محدودة" مساء الجمعة، طالب المشاركون فيها بالإفراج عن المعتقلين في السجون العسكرية، حيث رددوا هتافات "الحرية مطلب شعبي"، و"العفو عن إخوتنا المحبوسات."
وفي الإسكندرية، نظم عشرات النشطاء السياسيين مظاهرة للمطالبة باستكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، والإفراج عن بقية المعتقلين في قضايا الأحكام العسكرية، فضلاً عن إقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور، ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية واللافتات المعبرة عن مطالبهم.