نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رسم "خط أحمر" للبرنامج النووي الإيراني، الذي اعتبر أن الهدف منه هو تطوير أسلحة دمار شامل، وشدد على وجوب التحرك السريع قبل حلول الصيف المقبل، مشيراً إلى أن طهران ستمتلك آنذاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإعداد قنبلة نووية.

وقال نتنياهو، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة: "نرى معركة عظيمة تُشن بين ما هو قديم وما هو معاصر، فالقوى العصرية تسعى لحماية الجميع وكل الحقوق، أمام قوى العصور الوسطى التي ترى اضطهاد الأقليات وقمع العلوم والتي تمجد الموت."

وقال نتنياهو إن إسرائيل "تقف إلى جانب القوى العصرية" مشيراً إلى أن بلاده تقوم بـ"حماية حقوق كل المواطنين المسيحيين والمسلمين والعرب واليهود."

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده "تقدس الحياة والسلام وتسعى من أجل السلام وحماية اتفاقياتها مع الأردن ومصر وتسعى للسلام مع الفلسطينيين" وأشار إلى خطاب رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، الذي ألقاه قبله بقليل قائلاً: "نحن لن نحل صراعاتنا بخطب تشهّر بالآخرين" على حد تعبيره.

وتحدث نتيناهو عن ما وصفه بـ"الإسلام المتشدد الذي يريد تدمير العالم" واعتبر أن لهذه التوجه عدة أوجه، بينها تنظيم القاعدة وإيران وحرسها الثوري قائلاً: "رغم خلافاتها (قوى الإسلام المتشدد) فكلها تنتمي إلى نفس المنبت وهو عدم التسامح مع المسلمين الآخرين ومع اليهود والمسيحيين والهندوس."

وبناء على مقدمته التي ربط بها نتياهو إيران بممارسات تنظيم القاعدة، أجرى نتيناهو مقارنة بين امتلاك طهران للسلاح النووي وامتلاك القاعدة له قائلاً: "لا شيء سيهدد مصيرنا المشترك أكثر من سلاح نووي تحوزه إيران، تخيلوا هذا السلاح بيد القاعدة، لا فرق، لأن العنف والتطرف يجمعهما."

وأضاف: "لقد سحق النظام الإيراني بكل وحشية الاحتجاجات المطالبة للديمقراطية، واليوم يشارك عبر عملائه بذبح آلاف السوريين.. تخيلوا ما فعلوه دون سلاح نووي وما يمكن لهم أن يفعلوه لو امتلكوا هذا السلاح فمن سيكون بمأمن في أمريكا وأوروبا."

ورفض نتنياهو الطروحات التي تشير إلى إمكانية ردع القوى الجهادية المزودة بسلاح نووي كما حصل عبر ردع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة قائلاً إن المتشددين الدينيين "يفكرون بصورة مغايرة للماركسيين العلمانيين الذين لم يكن لديهم مجموعات من الانتحاريين."

وأضاف أن القوى المتشددة ستمتلك السلاح النووي بهدف استخدامه في الحروب قائلاً: "إيران تعتقد أنه بعد حرب طاحنة ستظهر شخصية كانت موجودة في القرون الوسطى لتحكم العالم،" في إشارة إلى شخصية المهدي التي كان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد تطرق إليها في كلمته على المنبر نفسه.

وشدد نتيناهو على أن الوقت ينفد أمام العالم لمعالجة الملف النووي الإيراني، معتبراً أن العقوبات الدولية أثرت على الاقتصاد الإيراني ولكنها لم توقف البرنامج النووي مضيفاً: "ما من طريقة حالياً إلا فرض خط أحمر أمام برنامج إيران، الخط الأحمر لا يسبب الحروب بل يمنعها."

وقدر نتنياهو أن تتمكن إيران بحلول الصيف المقبل على أبعد تقدير من إنهاء المرحلة الثانية من برنامجها الهادف إلى بناء قنبلة نووية، مشيراً إلى أنه سيكون أمامها بعد ذلك مرحلة واحدة أخيرة لا تستغرق أكثر من عدة أشهر، مؤكداً صعوبة مراقبة برنامج إيران التي اعتبر أنها قادرة على إنتاج صاعق نووي خلال أشهر في منشأة صغيرة يصعب العثور عليها.