دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دفع المحامي المصري الشاب، أحمد الجيزاوي، الذي تتهمه السلطات السعودية بحيازة مواد مخدرة محظورة، ومحاولة تهريبها إلى داخل المملكة، ببرائته من تلك الاتهامات، كما اتهم في المقابل الإدعاء السعودي بـ"تلفيق" الاتهامات ضده، و"تعمد تشويه صورته"، بحسب ما أكدت أسرته لـCNN بالعربية الأربعاء.
وقررت المحكمة العامة بمدينة جدة السعودية، تأجيل نظر القضية، التي أثارت أزمة دبلوماسية حادة بين القاهرة والرياض، إلى جلسة 26 سبتمبر/ أيلول الجاري، لتقديم المدعي العام السعودي رده على ما ورد في مذكرات الدفاع المقدمة من المتهمين، والتي تسلمتها المحكمة في جلستها الأربعاء، بحضور المستشار القانوني للقنصلية المصرية في جدة، ياسر علواني.
وقالت شاهندة الجيزاوي، زوجة المتهم، في تصريحات لـCNN بالعربية عبر الهاتف من القاهرة، إن الشرطة السعودية اقتادت زوجها إلى قاعة المحكمة مكبلاً اليدين والقدمين، في سابقة خطيرة، اعتبرت أنها تشكل "انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، واصفةً الإجراء بأنه "انتقامي" من زوجها، مشيرةً إلى أن المتهمين في القضايا الإرهابية لا تتم معاملتهم بهذا الشكل.
وأشارت الزوجة الشابة إلى أن زوجها، أحمد محمد ثروت، المعروف بـ"أحمد الجيزاوي"، اتهم الإدعاء العام في المملكة العربية السعودية بـ"تلفيق" الاتهامات ضده، في ضوء "التناقض" الوارد في أقوال ضباط الجمارك، كما طالب بالتحري عن عدد الحقائب التي كانت بحوزته، وشريحة الهاتف المحمول التي قام بشرائها فور خروجه من صالة الجمارك.
كما أفادت تقارير إعلامية مصرية بأن الجيزاوي طرح تساؤلاً أمام المحكمة بشأن إفادة ضباط الجمارك بمطار الملك عبد العزيز، بأنه تم ضبطه أثناء محاولته تهريب أدوية مخدرة محظورة إلي السعودية، في أبريل/ نيسان الماضي، بقوله إنه إذا كان قد تم ضبطه عبر جهاز "إكس راي"، التابع للجمارك، "فكيف استطاع الخروج إلى الصالة الحرة، وشراء شريحة الجوال؟"
وطلب المحامي الشاب، بحسب ما جاء على موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي، نقلاً عن مصادر قضائية، سجلاً بالمكالمات التي صدرت عن شريحة هاتفه الجوال، والتي تثبت أنه تم إلقاء القبض عليه بعد خروجه من المطار، ظهر يوم 17 أبريل/ نيسان الماضي، بينما جاء في مذكرة الإدعاء أنه تم ضبطه الساعة الخامسة والنصف فجر نفس اليوم.
من جانبه، ذكر موقع "بوابة الأهرام"، شبه الرسمي، أن المستشار القانوني للقنصلية المصرية في جدة، ياسر علواني، قدم مذكرة تفصيلية للرد على لائحة الاتهام، بالتنسيق مع الجيزاوي، الذي قام بوضع نقاط عامة للرد على الاتهامات، من خلال لقاءاته المتعددة مع المستشار القانوني داخل محبسه بإدارة المخدرات في المدينة السعودية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
وأثناء دفاعه عن نفسه أمام المحكمة، شكك الجيزاوي في إجراءات التفتيش، والقبض عليه، وعدم تمكينه من إجراءات الدفاع الشرعية، وحضور المحامي في جلسات التحقيق الأولى معه، كما أكد تعرضه لإكراه مادي ومعنوي، طالباً الحكم ببرائته، كما أكد أن الصور التي تم التقاطها له مع المضبوطات "ملفقة"، وجرى تصويرها بعد مرور 7 أيام على واقعة القبض عليه، واتهم الادعاء العام بأنه سرب هذه الصور للإعلام، بهدف "تشويه صورته."
وكشفت زوجة الجيزاوي، في تصريحاتها لـCNN بالعربية، أن زوجها طلب من السفير المصري تحريك الدعوى التي أقامها المتهم ضد صحيفتي "عكاظ" و"المدينة" السعوديتين، اللتين قالت إنهما "وجهتا إساءات بالغة" إلى زوجها، ضمن "مؤامرة" الادعاء لعام لـ"تشويه صورته."
يُذكر أن الإدعاء السعودي كان قد طلب، خلال الجلسة الأولى التي عقدتها المحكمة، في 18 يوليو/ تموز الماضي، توقيع عقوبة "القتل تعزيراً" بحق المحامي المصري، المتهم بمحاولة تهريب ما يزيد على 21 ألف قرص "زاناكس"، المصنف صمن المواد المخدرة، المحظور استخدامها أو تداولها، وقال الإدعاء إن المتهم خبأ تلك المواد في عبوات لحليب الأطفال، وبعضها في علبتين لحفظ المصاحف.
وأثارت قضية اعتقال الجيزاوي، الذي يقول إنه توجه إلى الأراضي السعودية بهدف "أداء العمرة"، احتجاجات واسعة ضد المملكة في مصر، مما دفع السلطات السعودية إلى إغلاق سفارتها بالقاهرة، وقنصليتيها بالإسكندرية والسويس، إلا أن العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمر بإعادة فتحها، استجابة لمبادرة شعبية لعدد من الشخصيات السياسية، التي قدمت اعتذاراً عن تلك الاحتجاجات.