القاهرة، مصر (CNN) -- أبدى لاعب فر يق ماينز الألماني ومنتخب مصر محمد زيدان، استيائه وغضبه الشديدين من وسائل الإعلام المصرية، بعد هجومها عليه في الآونة الأخيرة، في أعقاب أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 80 شخصا.
وقال زيدان في مقابلة مع CNN بالعربية، إنه مندهش من "الهجوم الضاري الذي تعرض له من الإعلام المصري،" واتهامه بعدم الاكتراث بما حدث في استاد بورسعيد.
واستبعد لاعب منتخب مصر، غيابه عن صفوف الفراعنة الفترة المقبلة، بسبب الهجوم الإعلامي المتوقع على الجهاز الفني للمنتخب في حال استدعائه، لافتا إلى أنه يثق في تفكير المدير الفني بوب برادلي.
وتاليا نص المقابلة:
ما رأيك في هجوم الإعلام المصري عليك في الآونة الأخيرة؟
مندهش بشدة من الإعلام المصري، بعد هجومه الحاد علي برغم تألقي مع فريق ماينز الألماني الذي انتقلت إليه حديثا، فأنا لا أستحق هذا الهجوم غير المبرر، لأني لم أرتكب الجرم الذي أستحق عليه كل هذا الغضب، وكنت أنتظر منه المساندة ولن أقول الإشادة في تجربتي الجديدة مع ماينز، ولكن البعض اتخذ طريقة احتفالي بأهدافي مع الفريق ذريعة للهجوم، ولكن لن ألتفت لذلك.
الهجوم كان بسبب عدم مراعاتك لمشاعر الحزن في مصر؟
من قال إني لم أراع مشاعر الحزن في المصيبة التي حلت بمصر في أعقاب مباراة المصري والأهلي، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 مشجعا مصريا، ولا يعلم أحد أني بكيت لوفاة الجماهير، ولكن أنا لست من هواة التمثيل كما يفعل البعض، وأريد أن أسأل من انتقدوني ماذا فعلتم لضحيا استاد بورسعيد؟ فالأحداث التي وقعت في بورسعيد لا أتحمل مسؤوليتها.
وماذا فعلت أنت لصالح الضحايا؟
برغم أني لا أريد أن أفصح عما أفعله، ولكن سأقول لأول مرة أني تبرعت لصالح الضحايا بمبلغ مالي كبير، وأكبر مما يتخيله البعض، وأشعر بمشاعر أسرهم.
هل شاهدت مباراة المصري والأهلي؟
أنا حريص دائما على متابعة الأحوال المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، ولكن المباراة كانت في الأول من فبراير، وبعد انتقالي لماينز بـ 24 ساعة فقط، لذا فقط كنت أقيم بفندق النادي وليس فيه إمكانية لمتابعة اللقاء، وفوجئت بكم كبير من الرسائل على هاتفي المحمول من زملائي في ألمانيا وأصدقائي في مصر، يخبروني فيها بما حدث، فأجريت اتصالا هاتفيا بأسرتي وعلمت بالكارثة.
بماذا شعرت؟
شعرت بالخوف لأول مرة في حياتي، وتخيلت لو كنت موجودا في الملعب، ولم أكن مصدقا لما حدث في مباراة كرة قدم، فغير مصدق أن يخسر أكثر من 80 مشجعا حياتهم في مباراة كرة قدم، وما ذنب مشجع ذهب لمساندة فريقه ولا يعود لمنزله؟ وهذا شعور لا يشعر به سوى الأب والأم، فلا يوجد أغلى من الحياة والروح.
ألا ترى أن احتفالك بأهدافك مع ماينز غير مناسب؟
لم أرتب لطريقة احتفالي بهدفي في مرمى فريق شالكه، ولكن انتابتني السعادة لأني أحرزت هدفا في أول مباراة لي مع فريقي الجديد، وهو انفعال لحظي لم يستمر طويلا، خاصة وأني كنت مريضا قبل اللقاء وصممت على اللعب، وقرأت الفاتحة على أرواح شهداء بورسعيد، أما احتفالي بهدفي في لقاء هانوفر، فكان لإهدائه إلى ابني آدم، لأنه تعلم المشي قبل اللقاء بساعات قليلة، ولكني لم أتعمد استفزاز مشاعر أسر الشهداء ولم يدر بخاطري هذا التفسير التآمري، وأرى أن البعض يتصيد تصرفاتي التلقائية للهجوم علي.
البعض يرى إنه كان بإمكانك ارتداء شارة سوداء في لقاء شالكه؟
طلبت ذلك بالفعل من مسؤولي النادي، ولكنهم رفضوا لأن الفريق يلعب خارج ملعبه، ولوائح الإتحاد الألماني تمنع ذلك، ولكن في لقاء هانوفر كتبوا على شاشة الاستاد عزاء للكرة المصرية ووقفوا دقيقة حداد على أرواح الشهداء .
ولكن فريق بايرن ميونيخ ارتدى زيا أسود في مباراة أمام هامبورغ؟
بايرن ميونيخ ارتدى قميصا أسود اللون في تلك المباراة، لأن فريق هامبورغ يلعب باللون الأحمر وهو نفس لون القميص الرئيسي لفريق بايرن، واللون الاحتياطي له أسود.
ماذا فعلت تجاه اللافتة العنصرية التي كتبت في لقاء فريقك أمام فريق فوهنهايم؟
فوجئت باللافتة التي كتب عليها "عودوا إلى الصحراء يا رعاة الجمال" وقد كتبت هذه اللافتة بسبب ارتداء جماهير ماينز التي تواجدت في الملعب ملابس عربية احتفالا بعودتي للفريق، وقد غضبت بشدة من تلك الشعارات العنصرية، وسأتقدم بشكوى للاتحاد الألماني ضد نادي فوهنهايم.
هل ترى أن انضمامك لصفوف الفراعنة سيكون صعبا بسبب الهجوم الإعلامي؟
أستبعد أن يفكر المدير الفني للمنتخب المصري بوب برادلي، بهذا الشكل لأنه مدرب محترف، وحريص على الاتصال بي باستمرار، كما أني لم أرتكب جرما يحرمني من اللعب للفراعنة، في كل الأحوال سأنتظر لأرى موقف الجهاز الفني مني في الفترة المقبلة.
ماذا كان رد فعل أحداث بورسعيد في ألمانيا؟
الواقعة هزت الكثير من وسائل الإعلام الألمانية، لأنها الأكبر في تاريخ كرة القدم، واندهش العديد من الألمان لما حدث لأن كرة القدم من المفترض ألا تشهد مثل هذا الحادث المأسوي، وأقول إن هذه الواقعة أساءت لصورة كرة القدم المصرية.
هل تحمل الجنسية الألمانية؟
نعم حصلت عليها بالقانون الألماني، لأني عشت في ألمانيا لمدة 7 سنوات، وما لا يعلمه البعض أني رفضت التنازل عن الجنسية المصرية بحسب القانون هناك الذي يمنع التمتع بجنسيتين، ولكني تقدمت بطلب لعمدة مدينة دورتموند، أطلب منه السماح لي بالاحتفاظ بالجنسية المصرية لأني أمثل المنتخب المصري، ووافق على الطلب.
لماذا رحلت عن بروسيا دورتموند؟
لأني لم أكن ألعب في الفريق، ولم أعد سعيدا بوجودي في الفريق، برغم إنه فريق كبير، ولكن لم أحصل على الفرصة التي أستحقها، وغبت طويلا عن المشاركة مع الفريق وأصبح وجودي غير مفيد، لذا فقد قررت العودة لفريق ماينز من جديد لأني أحب هذا النادي .
ألم تفكر في الرحيل عن ألمانيا؟
وصلتني عدة عروض من أندية خليجية، بالإضافة إلى عرض أخر من النادي الأهلي المصري، ولكني فضلت البقاء في ألمانيا لأني تعودت على الحياة فيها، وأعتبرها حياة ممتعة، كما أني أمتلك مساحة جيدة لدى الجماهير الألمانية.