القاهرة، مصر(CNN)-- تمسك المدرب العام لمنتخب مصر، ضياء السيد، بأمل تأهل الفراعنة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، رغم الظروف الصعبة التي تواجه الفريق حاليا.
وقال ضياء السيد في مقابلة خاصة لموقع CNN بالعربية، إن المنتخب المصري يعيش ظروفا قاسية بسبب إلغاء النشاط الكروي في مصر منذ ما يقرب من أربعة شهور، وهو ما أثر بالسلب على مستوى اللاعبين الدوليين، بالإضافة إلى حرمان المنتخب من خوض أي مباراة ودية في مصر، بل أجبر الفريق على السفر للخارج في كل معسكراته.
وأعرب السيد عن أمله في أن تساهم مباراة موزمبيق في افتتاح تصفيات كأس العالم بخروج المنتخب من الحالة التي عاشها في الفترة الماضية، وكذلك حالة الإحباط التي عانى منها الجميع في مصر.
ونفى المدرب العام لمنتخب مصر أن يكون الجهاز الفني قد أفتعل مشاكل مع بعض اللاعبين.
وكان هذا نص الحوار:
- هل منتخب مصر مستعد لتصفيات كأس العالم؟
وصلنا إلى مرحلة جيدة من الإعداد في حدود الظروف غير الطبيعية التي مرت بها الكرة المصرية خلال الشهور الماضية من توقف للنشاط، وعدم الموافقة على خوض المنتخب مباريات إعدادية في مصر، ونأمل أن تتحسن الظروف في المستقبل القريب، خاصة وأن الجميع يعلم مدى الصعوبات التي واجهتنا في الفترة الماضية، وستكون مباراة موزمبيق الأولى في تصفيات المونديال حجر زاوية في مستقبل الفريق المصري.
- البعض يرى أن حظوظ الفراعنة ضعيفة في التصفيات؟ رغم الظروف القاسية التي عانيناها في الفترة الماضية، فإني أرى أن المنتخب سيقاتل من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم، ولن نفرط في الفرصة المقبلة. وإذا كان البعض يرى حظوظ المنتخب ضعيفة، فهذا قد يكون أمرا منطقيا في ظل الظروف التي واجهتنا، ولكن اللاعبين والجهاز الفني مصممين على تحقيق الحلم الصعب. لاشك أن المنتخب المصري تم إعداده في ظل ظروف غير ملائمة، فقد حرمنا من خوض فترة إعداد مناسبة للحدث، كما تم إلغاء النشاط الكروي في مصر منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، بسبب أحداث مباراة المصري والأهلي، وهو الأمر الذي أثر سلبا بشكل كبير على مستوى اللاعبين. الأمر لم يتوقف عند إلغاء النشاط الكروي في مصر، بل أن المنتخب حرم من اللعب في مصر خلال المباريات الودية التي خاضها، وواجهنا أكثر من موقف صعب آخرها كان رفض المغرب استضافة المنتخب هناك، حيث أجبرنا على السفر والترحال خارج مصر من أجل لعب مباريات دولية ودية، بعد أن رفض الأمن الموافقة على اللعب في مصر، مما أثر بالسلب علينا.
- ما تفسيرك لرفض الأمن إقامة مباريات للفراعنة في مصر؟ الأمن المصري واجه ظروفا قاسية، خاصة عقب أحداث بورسعيد، وقدم البعض من قياداته للمحاكمة، كما أن الظروف العامة في مصر منعت الأمن من الموافقة على لعب المنتخب مباريات في أي مدينة مصرية، وحاولنا أكثر من مرة إقناعه، ولكنه رفض ونتفهم الظروف، ونأمل أن يتغير الموقف في الفترة المقبلة لأن استمرار الأوضاع الحالية سيزيد من صعوبة موقفنا.
- ماذا كان رأي بوب برادلي حيال تلك الأحداث؟ برادلي مدرب محترف ومتفهم الموقف والحالة المصرية تماما، ولم يبد أي غضب مما حدث للمنتخب خلال الفترة الماضية، بالعكس فإنه كان يتقبل كل الظروف السيئة بصدر واسع، رغم أن الأحداث كانت كفيلة بدفعه للرحيل عن المنتخب، ولكنه لم يفعل ذلك أو فكر مجرد تفكير، بل لديه تصميم على النجاح مع المنتخب المصري.
- لماذا أختار الجهاز الفني عددا كبيرا من اللاعبين خلال الفترة الماضية؟
الكل يعرف أن الجهاز الفني للمنتخب تم تغيره بعد رحيل الجهاز الفني السابق بقيادة حسن شحاتة، وجاء مدير فني أجنبي جديد، وحرص بوب برادلي على التعرف على إمكانيات أغلب اللاعبين، لذا فقد لجأ إلى اختيار عدد كبير من اللاعبين للوقوف على مستوياتهم حتى لا يظلم أحد، وضم لاعبين لم يسبق لهم اللعب الدولي. كما أن الظروف دفعت الجهاز الفني لضم لاعبين للتغلب على مشكلة النقص العددي في بعض الأوقات التي كنا لا نستطيع ضم لاعبي الأهلي والزمالك وأنبي لمشاركتهم مع أنديتهم في بطولتي الأندية الأفريقية، مثلما حدث في معسكر لبنان.
- تحدث الجهاز الفني في البداية عن تجديد دماء الفريق ولم يحدث؟ من قال أن عملية تجديد دماء الفريق لم تحدث؟ فقد ضم الجهاز الفني عددا من لاعبي المنتخب الأولمبي، أمثال محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حجازي ومحمد الشناوي، وكلهم عناصر أساسية في المنتخب، بما يعني أن التجديد تم في حوالي 40%، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى لم تأخذ فرصتها مع المنتخب نظرا للظروف الحالية، ولكن سيكون لهم دورهم في المستقبل القريب. كما أن الجهاز الفني لا يستطيع تجديد دماء كل لاعبي الفريق دفعة واحدة في الوقت الحالي لأن الفريق مقبل على تصفيات كأس العالم ويحتاج لعناصر الخبرة، وبمرور الوقت ستشعر الجماهير بعملية الإحلال والتجديد.
- البعض يأخذ على المنتخب خوض مباريات أمام منتخبات ضعيفة؟ وهل المنتخب في موقف يمنحه الاختيار مع من يلعب؟ يجب أن يعلم الجميع أن المنتخب كان مجبرا على بعض المباريات بسبب الظروف التي نمر بها، وساهمت الشركة الراعية للمنتخب بجهد كبير في توفير المباريات للمنتخب. وأعترف أن كل المباريات التي خاضها المنتخب في الفترة الماضية لم تكن على المستوى المطلوب أو الذي نريده، ولكنا تعاملنا مع الظرف الذي نعيشه. المنتخب المصري يعيش ظروفا صعبة وقاسية لا يتحملها أحد، والمتابعين للفريق يعلمون مدى الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا، ولكن تحملنا الأمر بصدر رحب لأن هذا واجبنا، رغم حالة الإحباط التي كانت تكتنفنا في بعض الأوقات.
- ماذا عن غياب الجماهير في تصفيات كأس العالم؟ نعود مرة أخرى للحديث عن الظروف التي تواجه المنتخب المصري، والتي لا نملك حلها. فقرار جهات الأمن في مصر بخوض مباريات تصفيات كأس العالم خارج عن ارادتنا، ولا نملك حلا له، فالأمن هو صاحب القرار، ونأمل أن تتغير الظروف والقرارات في المستقبل القريب. ولاشك أن غياب الجماهير سيكون نقطة سلبية على المنتخب لأن الجماهير عامل إيجابي للاعب كرة القدم، وحرمنا من تلك النقطة بفعل الأحداث التي تعيشها مصر. سيزيد صعوبة الموقف أن المنتخب سيخوض 4 مباريات في تصفيات كأس العالم وبطولة الأمم الأفريقية خلال شهر يوينو/ حزيران المقبل، منها مباراتين في مصر، والموقف يشير إلى أن الفراعنة سيخوضون مباراتين الشهر المقبل بدون جماهير، ولدينا أمل في أن يتغير قرار الأمن في المباريات التالية.
- لماذا كثرت مشاكل الجهاز الفني مع اللاعبين في الآونة الأخيرة؟ الجهاز الفني لا يفتعل مشاكل مع اللاعبين، بل أن بعض اللاعبين يصدرون المشاكل للجهاز الفني، والمتابع لعملنا سيعرف أن الجهاز لم يخرج منه تصريح واحد يهاجم فيه أي لاعب، ولكن هناك لاعبين يعتذرون عن الانضمام للمنتخب بداعي الإصابة وهو مبرر غير صحيح، وبالتالي فان الجهاز لن يجبر لاعبا مهما كان أسمه أو مستواه على الانضمام لصفوف المنتخب الوطني. وما يؤكد أن الجهاز الفني بعيد كل البعد عن هذا الاتهام، هو ضم لاعب الأهلي محمد شوقي لمعسكر مباراة موزمبيق، رغم هجوم اللاعب على الجهاز الفني في وقت سابق. الجهاز الفني أستبعد لاعبا مثل شيكابالا بسبب تصرفاته غير المسؤولة مع جهازه الفني في ناديه، ورغم ذلك لم نبرر استبعادنا له من قبل، وبررنا استبعاده بأسباب فنية وقتها. ولأول مرة نقول إن قرار استبعاد شيكابالا تم من الجهاز الفني للمنتخب وقت واقعته في الملعب مع المدير الفني لفريق الزمالك حسن شحاتة، لأننا نرفض مثل هذه التصرفات.