الجزائر، الجزائر (CNN) -- قال توفيق مخلوفي، البطل الأولمبي الجزائري وصاحب أول ميدالية ذهبية عربية في أولمبياد لندن، والتي حققها في سباق 1500 متر، إن إرادة الله تفوقت على الجميع بعد أن تم استبعاده من السباق في أول الأمر قبل أن يعود ويتوج بالمعدن النفيس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه كان مصابا في سباق الـ 800 متر.

وأكد مخلوفي، في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، أن كل من يريد الفوز تحذوه إرادة كبيرة من أجل العودة والتتويج، وهو ما حصل فعلا، وقال:" هذه نتائج التضحيات التي قدمتها طيلة 15 سنة التي سرتها على المضمار، الحمد لله على الفرحة التي أدخلتها قلوب كل العرب والمسلمين، خاصة وأن ميداليتي كانت أول ميدالية ذهبية للعرب، كما أهديها بشكل خاص للشعب الجزائري".

كما أشار مخلوفي، 25 عاما، إلى أن الفوز في الدور نصف نهائي منحه قوة كبيرة ودفعا للتتويج بالذهب الغالي وهو، ما حصل فعلا، مع الإشارة إلى أن مخلوفي ينحدر من مدينة سوق أهراس، التي تقع شرق الجزائر العاصمة بـ560 كلم، وهي نفسها المدينة التي ينحدر منها مدافع المنتخب الجزائري عنتر يحيى، صاحب الهدف التاريخي في مرمى عصام الحضري والذي أهل الجزائر إلى مونديال 2010.

وفيما يلي نص اللقاء:

- نود أن نعرف قبل كل شيء شعورك بالإنجاز الذي حققته في أولمبياد لندن؟

سعدت كثيرا بما حققته وهذا التتويج أهديه لكل الشعب الجزائري والعربي والأمة الإسلامية، لأن ما حققته لم يكن بالأمر الهين بل جاء بعد تضحيات جسام وهو ما جعل مذاقه حلوا، خاصة وأن ميداليتي كانت الأولى عربيا قبل أن يلتحق بي أسامة الملولي التونسي في السباحة.

- بصراحة، هل كنت تنتظر أن تعتلي منصة التتويج؟

الحقيقة أني انتظرت الحصول على ميدالية بالنظر إلى النتيجتين اللتين حققتهما في التصفيات، لذا راهنت على الصعود إلى منصة التتويج.

- هل وضعت التتويج بالميدالية الذهبية هدفك الأول؟

أكذب عليك إن قلت لك إني فعلت ذلك. والسبب أنه في أي سباق يمكن أن تحدث للعداء أمور كثيرة خارجة عن إرادته لذا لا يمكن التنبؤ تماما بما سيحققه مسبقا، حيث يمكن أن يتعرض لإصابة أو يسقط، لكني لا أخفي عليكم أني كنت متفائلا جدا قبل السباق.

- كيف عشت مسلسل إقصائك من النهائي بعد انسحابك من سباق 800 متر، قبل أن يتم السماح لك بالمشاركة في نهاية المطاف؟

لقد عشت الأمر بطريقة عادية جدا ولم أتأثر ولم ينتبني أي قلق، بل كنت واثقا من نفسي بأن العقوبة ستسقط عني لأنه كان لدي الدليل لتبرئتي من التهمة التي وجهت لي.

- كيف كان شعورك وأنت أول عربي يعتلي منصة التتويج والنشيد الوطني يعزف بلندن؟

لا يمكنني أن أعبر لكم عما شعرت به وقتها، كانت لحظة مؤثرة والأكيد أنها الأجمل في حياتي، ولن تمحى تلك اللحظات من ذاكرتي إلى الأبد، خاصة وأنها أول تتويج لي وللعرب، فضلا على هذا فإن علم الجزائر بقي 12 سنة كاملة لم يرفع في الأولمبياد ولم يعزف النشيد الوطني.

- هل تلقيت التهاني بعد تتويجك من المسؤولين في الدولة؟

لقد اتصل بي بعد نهاية السباق وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار وهنأني على الفوز، كما تلقيت برقية تهنئة من رئيس الجمهورية أرسلها لي عن طريق سفير الجزائر في بريطانيا وهذا أمر أسعدني كثيرا، خاصة وأنه شكرني على ما قدمته في السباق حتى أتوج بالميدالية الذهبية وأكد لي امتنانه على المجهودات التي بذلتها كي أرفع الراية الوطنية عاليا وأفرح الشعب الجزائري. صدقني ما قاله لي الرئيس زادني فخرا واعتزازا وجعلني أعرف قيمة إنجازي.

- المغربي هشام القروج كشف بعد السباق أنه كان واثقا من فوزك فما هو تعليقك؟

أعتقد أن شهادة بطل مثل هشام الغروج تجعلني أبذل مجهودات أكبر كي أصل إلى مستواه، وحينما سلمني الميدالية قال لي "1500 م من اولادنا لولادنا... هو حكر مغاربي ومنا لكم"... أراد أن يؤكد أن هذا الاختصاص بقي اختصاصا مغربيا - جزائريا، حيث كان سعيد عويطة هو البطل الأول وخلفه بعدها مرسلي قبل أن يأتي الڤروج وأتمنى الآن أن أكون أنا خليفته.

- قمت بحركة شبيهة بالتي يقوم بها العداء الجمايكي يوسان بولت للتعبير عن فرحتك، فهل تعمدت تقليده؟

لا أبدا، لقد سمعت بأن تلك الحركة أثارت انتباه الكثيرين، أنت أعطيتني الفرصة كي أوضح لك ما قمت به وأتمنى أن يعيد الجميع مشاهدة فيديو السباق لمعرفة ما قصدته حيث أني قمت بحركة يبدي وكأني سأوجه سهما ويدي موضوعة على العلم الموجود في قميصي، أردت توجيه تحية لكل الشعب الجزائري وقصدت بالسهم أن تصل تحيتي بسرعة لهم وأقول وأؤكد أني لم أقصد تماما القيام بلقطة بولت.

- الآن بعد تتويجك باللقب الأولمبي، ما هي أهدافك المستقبلية؟

سأبدأ التحضير للمواعيد الكبرى المقررة في السنة القادمة من الآن. إن شاء الله سأؤكد المستوى الذي وصلته وأزيد من التألق وتشريف الجزائر والعرب في التحديات العالمية التي تنتظرني.

- هل تحطيم الرقم القياسي العالمي لمسافة 1500 م من أهدافك الحالية؟

هو ليس هدفا مستعجلا لكني سأسعى لتحقيقه في يوم من الأيام.

- ككل رياضي أكيد أنك تحب كرة القدم، فمن هو ناديك المفضل عالميا وما قولك في المنتخب الوطني؟
 
أنا مناصر لنادي برشلونة الإسباني وأعشق كثيرا قائده بويول، قد تستغربون كيف لا أحب ميسي أو إنييستا أو كزافيي، وهذا راجع لأنني أرى في بويول قلب الأسد والمدافع القوي الذي لا يخشى أي تحد، لهذا أحبه، أما عن ظروف المنتخب فمثلما سبق وأن قلت حينما أفرحوا الشعب الجزائري بالتأهل إلى المونديال أتمنى لهم كل التوفيق مع المدرب الوطني الجديد، وحيد حليلوزيتش.