CNN CNN

احتجاجات المعارضة والموالاة تعمِّق انقسامات سوريا

الأحد، 05 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

دمشق، سوريا (CNN)-- لعل أبرز ما كشفت عنه احتجاجات المعارضة السورية ومسيرات مضادة نظمها موالون لنظام الرئيس بشار الأسد، خلال الساعات القليلة الماضية، أن الجمهورية العربية أصبحت الآن مقسمة أكثر مما كانت قبل عدة شهور، عندما انطلقت احتجاجات شعبية تنادي برحيل الأسد.

فقد شهدت العاصمة السورية مسيرة تأييد للحكومة، خيمت عليها أجواء احتفالية، بينما كان المشاركون يرفعون صوراً للرئيس الأسد، ويرددون الشعارات المؤيدة له.. في الوقت الذي كانت تجري فيه احتجاجات حاشدة للمعارضة خارج دمشق، خيمت عليها أجواء الغضب.

وعرض مشاركون في مسيرة المعارضة، التي جاءت ضمن مراسم تشييع عدد من القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن خلال الساعات الماضية، أمام CNN، ما ذكروا أنها إصابات لحقت بهم نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل القوات الحكومية.

وأمكن لفريق CNN، الذي تمكن من الدخول إلى سوريا مؤخراً بعد طول انتظار بسبب رفض السلطات السورية دخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى أراضيها، رصد العديد من أحداث العنف والمواجهات التي تشهدها الدولة العربية منذ مطلع العام الماضي.

ولكن بمجرد وصول فريق CNN قامت السلطات السورية بمصادرة أجهزة البث المباشر، كما قامت بتعيين أحد المسؤولين الحكوميين للإشراف على عمل فريق الشبكة في سوريا، رغم أنه لا يرافق الفريق في كل تحركاته.

ورافق الفريق بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى بعض الجنازات التي أُقيمت خارج دمشق، لضحايا يقول معارضون إنهم سقطوا برصاص قوات الأمن، شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين الغاضبين، كانت الدموع تملأ عيون الغالبية العظمى منهم.

ففي إحدى تلك الجنازات، هتف المشيعون "يسقط الأسد.. يسقط النظام"، بينما ردد مشيعون في جنازة أخرى داخل دمشق شعارات مؤيدة للأسد، وألقوا باللائمة على سقوط القتيل على مسلحين من المعارضة.

وبحسب لجان التنسيق المحلية للمعارضة السورية، فقد سقط ما يزيد على 24 قتيلاً في مختلف المدن الاثنين، بينهم 13 في حمص، وثمانية في إدلب، وواحد في دمشق، وآخر في دير الزور، وقتيل في حماة.

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس السوري، الذي يواجه أكبر احتجاجات مناوئة لنظامه منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل نحو 12 عاماً، خطاباً ظهر الثلاثاء، هو الأول له منذ عدة شهور.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن الأسد سيلقي قبل ظهر الثلاثاء "خطابا يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الأوضاع محلياً وإقليمياً."

ويعتبر هذا الخطاب الرابع للأسد منذ بداية الأزمة في سوريا في مارس/ آذار الماضي، ويعود آخر خطاب له إلى 20 يونيو/ حزيران الماضي.