دمشق، سوريا (CNN) -- وقعت اشتباكات بين قوات الأمن السوري وعناصر من حركة المقاومة المؤلفة من جنود منشقين عن الجيش في مدينة "دوما"، وتضاربت التقارير إزاء من يسيطر على المنطقة الواقعة بريف دمشق، وسط تصعيد دموي في سوريا في الوقت الذي تستعد فيه الجامعة العربية للاجتماع الأحد لمناقشة التطورات هناك على ضوء تقرير بعثة المراقبين.
وتضاربت تصريحات نشطاء المعارضة حيال من يتحكم في المنطقة، فقد أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان،" وهو جماعة سورية معارضة، إلى فرض المعارضة سيطرتها على المقاطعة، وهو ما وصفته "لجان التنسيق المحلية في سوريا" بأنه "شائعات."
وقالت لجان التنسيق، هي شبكة من الناشطين المعارضين داخل سوريا، إنه لا صحة لما تم تناقله من أنباء حول سيطرة الجيش الحر على مدينة دوما على الإطلاق.
ونقلت أن قوات الأمن السورية فتحت النار وأطلقت القنابل المسمارية على مشيعي جنازة بالقرب من مسجد المدينة، ورد "الجيش السوري الحر" بالمثل واندلعت مواجهات من قوات الجيش وعناصر أمن حكومية أخرى.
ورجح ناشط آخر، تحجم CNN عن كشف هويته لدواع أمنية، عودة قوات الأمن السوري للمنطقة بعد مغادرتها، وأوضح خلال حديثه للشبكة: "هذا لا يعني بأن الوضع تحرر تماماً.. إنهم يتوقعون عودتهم (القوات السورية).
وقال أحد سكان المنطقة للشبكة إن عناصر "الجيش السوري الحر" تراجعت إلى قاعدة، موضحاً: "تراجعوا لأنهم لا يريدون التسبب لنا بكارثة"، نافياً سيطرة أي من الجانبين على المدينة التي تطوقها قوات الأمن الحكومية.
وأعرب المصدر، الذي تمتنع الشبكة بدورها عن تحديد هويته حرصاً على سلامته، عن خشيته من وقوع مجزرة حال بقاء عناصر "الجيش السوري الحر" بالمنطقة.
ومن جانبها، دحضت "لجنة تنسيقية دوما"، وهي شبكة ناشطين معارضة أخرى، تقارير "تحرير" دوما بوصفها بأنها "مجرد مبالغات من أطراف مختلفة لتبرير الهجوم واقتحام المدينة.. هذه إستراتيجية تستخدمها السلطات السورية لغسل خزي الهزيمة في منطقة الزبداني."
وكان نشطاء المعارضة السوري قد أعلنوا، الأربعاء، سيطرة قوات المعارضة على مدينة "الزبداني."
وعلى صعيد متصل، قالت لجان التنسيق، إن خمسة مدنيين قتلوا السبت عندما هاجم "شبيحة" موالون للنظام مشيعي جنازة في دوما، لترتفع حصيلة قتلى اليوم إلى 59 قتيلاً، منهم 30 جثة مجهولة الهوية في مشفى ادلب الوطني، بالإضافة 16 قتيلا في بانفجار استهدف حافلة معتقلين في ادلب، وأربعة في "حمص" وواحد في دير الزور، آخر في الرقة، إلى جانب اثنين في حلب.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
وفي الأثناء، التقى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، السبت، وفدا من "المجلس الوطني السوري" المعارض، حيث بحث معه الأوضاع في سوريا، وذلك عشية الاجتماع الوزاري للجنة العربية ومجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات الأزمة السورية.
وتعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري اجتماعا الأحد في القاهرة لمناقشة التقرير النهائي لبعثة المراقبين العرب المتواجدة في سوريا، كما سيعقد مجلس الوزراء العرب اجتماعا في اليوم ذاته لبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا على ضوء تقرير بعثة المراقبين واتخاذ قرارات حول الخطوات القادمة لوقف العنف فيها.
ومن المقرر أن يرفع رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الفريق محمد أحمد الدابي، تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر في مختلف المناطق السورية التي تشهد اضطرابات واحتجاجات.
وترصد بعثة المراقبة العربية في سوريا مدى تنفيذ النظام لبنود خطة العمل العربية لحل الأزمة وليس وقف العنف والقتل الذي تشهده بعض المناطق السورية، منذ أن باشرت مهامها في 27 ديسمبر/كانون الأول الفائت.
وتتعرض بعثة المراقبين لانتقادات مع عدم انحسار موجة العنف وتزايد سقوط القتلى بتصدي قوات الأمن السوري لدعوات مناهضة للنظام تشهدها سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وفي هذا الصدد، صرح، مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية، السفير علي جاروش، بأن هناك توجها عاما لتمديد بعثة مراقبي الجامعة في سوريا لمدة شهر آخر على أساس أن البعثة بدأت عملها تدريجيا وأن عملها اكتسب الزخم المطلوب خلال الفترة الأخيرة بعد زيادة عدد أعضائها.