القاهرة، مصر (CNN)-- رفض رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد الدابي، الانتقادات الموجهة إلى فريقه وفشله في وقف دوامة العنف التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى في البلاد، في وقت تحدثت فيه مصادر بالمعارضة عن سقوط ما يزيد على 36 قتيلاً في مواجهات مع القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الفريق السوداني، في مؤتمر صحفي بالقاهرة الاثنين، إن مهمة بعثة المراقبين لم تكن الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنما كانت تقتصر فقط على التأكد من تطبيق الحكومة السورية لبروتوكول الجامعة العربية، ومراقبة الأوضاع على الأرض.
وأضاف الدابي أن التقرير المقدم من قبل بعثته إلى الجامعة العربية "موضوعي"، مضيفاً أن وتيرة العنف خفت شيئاً فشيئاً منذ بدء المهمة، وشدد على أن التقرير المقدم للجامعة ليس من إعداده الشخصي، بل هو نتاج عمل الفريق بأكمله، واعتبر أن المراقبين "نقلوا الصورة الحقيقية للوضع" على الأرض.
ورأى الدابي أن انتشار المراقبين ساهم في الحد من وتيرة العنف، وأضاف أن عملية استهداف المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد قد تراجعت، الأمر الذي يتناقض مع تصريحات المعارضة السورية التي تشير إلى تفاقم العنف بمواجهة الاحتجاجات منذ وصول البعثة العربية.
وبحسب الدابي، فإن بعض المناطق، مثل حمص وحماة، مازالت تشهد بعض الاحتكاكات، لكنه وصفها بأنها "غير مباشرة،" واعتبر أن منطقة إدلب تشهد ما وصفه بـ"تطور جديد في الآونة الأخيرة عبر وقوع تفجيرات غير مقبولة لا عربيا ولا إقليميا ولا دوليا لأنها طالت مؤسسات مدنية ومنشآت خدمية وحافلات،" على حد تعبيره.
وتطرق إلى موضوع المعتقلين، وقال إن الأرقام التي تتحدث عن المعارضة "بحاجة للتيقن من صحتها،" قبل أن يتنقل للحديث عن مراسيم العفو التي أصدرها الأسد، والتي قال إن الحكومة السورية أفادت أنها أفرجت بموجبها عن 4035 شخصا.
وقال الدابي أنه لا توجد قيود من قبل الحكومة السورية على حركة أفراد بعثة، كما نفى أن يكون مطلوبا للعدالة سواء في السودان أو الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن اتهمته أوساط في المعارضة بالضلوع بملف دارفور، كما اعتبر أن سوريا سحبت كل الآليات العسكرية الثقيلة من داخل المدن ومناطق التوتر.
ومن الأمور التي قد تثير غضب المعارضة السورية حيال الدابي وتقريره إشارته إلى وجود مجموعات مسلحة تطلق النار على مراكز حكومية ما يضطر نقاط المراقبة للرد عليهم. إلى جانب إشارته لوجود ما وصفها بـ"الكثير من البلاغات الكاذبة" التي كانت تصل للبعثة.
وعلى صعيد الوضع الميداني، فقد تواصلت الحملة العسكرية التي تشنها القوات الموالية لنظام الأسد، لقمع المعارضين الذين يطالبون بإسقاط النظام، مما أسفر عن سقوط ما يزيد على 36 قتيلاً في مواجهات الاثنين، بحسب ما ذكرت مصادر المعارضة.
وقال مسؤول في "الجيش السوري الحر" لـCNN في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إن الجيش السوري، الموالي لنظام الأسد، قصف مدينة "دوما"، بمحافظة "ريف دمشق"، بقذائف المورتر والمدفعية الثقيلة، وأشار العقيد محمد حمدو إلى أن القصف استغرق نحو ساعة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة قتلى على الأقل، ونحو 13 جريحاً آخرين، سقطوا خلال اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين منشقين عن الجيش وانضموا إلى المعارضة، في مدينة حمص.
أما لجان التنسيق المحلية فقد أفادت بسقوط 12 قتيلاً في حمص، ورفعت حصيلة الضحايا الذين سقطوا خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، خلال المواجهات مع قوات الأمن، إلى 36 قتيلاً، من بينهم 11 في إدلب، و6 في درعا، و4 في دمشق وضواحيها، وواحد في ثلاث مدن أخرى.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل، نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل المراسلين الأجانب.
عقوبات أوروبية جديدة
من جانبه، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على 22 شخصية سورية بتهمة الضلوع في نشاطات تنتهك حقوق الإنسان، كما شمل القرار ثماني مؤسسات اتهمها الاتحاد بتقديم الدعم المالي للنظام.
وقالت كاثين أشتون، الممثلة العليا للشؤون الخارجية الأوروبية: "قرار اليوم سيضع المزيد من الضغط على أولئك الذين يتحملون مسؤولية القمع والعنف غير المقبول في سوريا، رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة وهي تشير إلى ضرورة وقف العنف على الفور وسنواصل فعل كل ما بوسعنا لمساعدة الشعب السوري للتوصل إلى حقوقه المشروعة."
ويواجه الرئيس السوري احتجاجات شعبية واسعة تنادي بإسقاطه، هي الأكبر منذ توليه السلطة خلفاً لوالده عام 2000، تتصدى لها القوات الحكومية بحملة قمع دامية، أسفرت عن سقوط ما يزيد على 5000 قتيل منذ اندلاعها في مارس/ آذار الماضي، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.