دمشق، سوريا (CNN)-- وصف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قرار جامعة الدول العربية الصادر مساء الأحد الماضي، والذي يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتفويض الرئيس بشار الأسد، نائبه بصلاحيات كاملة، بأنه يمثل مرحلة جديدة لما قال إنه "مخطط خارجي" يستهدف سوريا، مؤكداً رفض القيادة السورية القاطع للقرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب.
وقال المعلم، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية في دمشق الثلاثاء، إن المجلس الوزاري لم يناقش ما ورد في تقرير بعثة المراقبين التي أوفدتها الجامعة العربية إلى سوريا قبل شهر، رغم أنه كان البند الوحيد على جدول الاجتماع، وقدموا مشروع قرار سياسي، يعلمون سلفاً أن سوريا لن تقبل به، لأنه "قرار فاضح."
ورغم أن رئيس بعثة المراقبين، الفريق محمد الدابي، قدم تقريره إلى اللجنة الوزارية المعنية بالشأن السوري السبت، ذكر المعلم أن الحكومة السورية تسلمت التقرير في وقت سابق، قائلاً: "عندما تسلمنا التقرير يوم الجمعة، استنتجنا أن ما تضمنه لن يرضي بعض العرب، الذين ينفذون مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه في الخارج ضد سوريا."
وحول ما تضمنه القرار الوزاري باللجوء إلى مجلس الأمن، قال المعلم: "أعتقد أن هذه المرحلة الجديدة من مراحل ما خططوه ضد سوريا، هي استدعاء للتدويل.. صحيح قالوا إنها للمصادقة على قرارات الجامعة العربية، وهو اعتراف من قبلهم بأن هذه القرارات والجامعة غير مؤهلة لتلعب هذا الدور، فأرادوا الذهاب إلى مجلس الأمن."
ولفت وزير الخارجية السوري إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد مؤخراً، والذي تحدث خلاله عن إصلاحات جارية في سوريا، قائلاً إن "الدستور الجديد لسوريا سيعرض على الاستفتاء الشعبي خلال أسبوع أو أكثر"، ورد على دعوات البعض بالتدخل الدولي، بقوله: "إذا لم تستح فافعل ما شئت."
وهاجم وزير الخارجية السوري أصحاب تلك الدعوات، دون أن يسميهم، بقوله: "كلهم حريصون على مصلحة الشعب السوري، ويفتخرون بفرض عقوبات اقتصادية ضد هذا الشعب.. يفتخرون بأنهم اغتالوا دور الجامعة العربية فاتجهوا نحو مجلس الأمن."
وتابع بقوله: "يجب أن نميز بين قرار مجلس الجامعة، الذي رفضناه رفضاً قاطعاً، وقرار آخر بمد عمل بعثة المراقبين"، وذكر في هذا الصدد: "تلقينا طلباً من الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) بالتمديد لشهر آخر.. هذا الطلب موضوع دراسة، وحالما تأتينا التوجيهات سننقلها إلى الأمين العام للجامعة العربية."
وعن قرار السعودية، ودول خليجية أخرى، سحب مراقبيها من البعثة التابعة لجامعة الدول العربية، قال المعلم إن "هذا شأنهم"، وأضاف أنه "ربما لا يريد أشقاؤنا في السعودية رؤية التطورات الجارية في سوريا، لأن ذلك لا يتوافق مع مخططاتهم."
عن الأزمة الراهنة في سوريا، قال إن "الحل في سوريا ليس هو الحل الذي صدر بقرار الجامعة العربية ورفضناه رفضاً قاطعاً.. الحل هو سوري ينبع من مصالح الشعب السوري، ويقوم على إنجاز برنامج الإصلاح الشامل، الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد، ويقوم على الحوار الوطني الذي دعت إليه سوريا.
وعن الموقف الروسي بشأن ما يجري في سوريا، قال المعلم: "لمست اليوم بحديثي مع (ميخائيل) بوجدانوف (نائب وزير الخارجية الروسي) أن الموقف الروسي حار، ولا يستطيع أحد أن يشكك بالعلاقات السورية الروسية.. روسيا لا يمكن أن توافق على التدخل الخارجي ضد سوريا.. هذا خط أحمر."
كما تطرق إلى علاقة بلاده مع إيران، واصفاً إياها بأنها "وطيدة وعميقة الجذور"، في الوقت الذي وصف فيه موقف تركيا بأنه "عدائي" تجاه سوريا، وقال إنه ليس لديه وقت للرد على التصريحات التي تصدر عن وزير الخارجية التركي بصفة "يومية"، بحسب قوله.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت، في وقت سابق الاثنين، رفضها للقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، واعتبرت أنها تأتي في إطار "خطة تآمرية"، لاستدعاء التدخل الخارجي في سوريا، التي تشهد حملة قمع واسعة، تشنها القوات الموالية لنظام الأسد، ضد المحتجين المناوئين له، أسفرت عن سقوط ما يزيد على 5000 قتيل، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.