القاهرة، مصر (CNN) -- قال مسؤول سوري سابق، إن الحكومة السورية المحاصرة تحتجز المعارضين في سجن تحت الأرض، وتدفع لعناصر عصابات موالية لها 100 دولار يوميا لقمع المتظاهرين، في محاولتها لسحق احتجاجات مستمرة منذ نحو عشرة شهور.
وفي مقابلة مع شبكة CNN قدم محمود الحاج حمد، المفتش المالي السابق في وزارة الدفاع السورية، والذي انشق وغادر إلى مصر مؤخرا، روايته حول الأوضاع في بلاده، من مكتبه في الطابق 12 من مبنى الوزارة.
وقال حمد "كنت أراهم يأتون بالمعتقلين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي في حافلات، ثم يوضعون في سجون تحت الأرض، حتى بعض تلك المعتقلات بني تحت الشوارع."
وأضاف "خلال الاحتجاجات التي جرت في شوارع دمشق، غادرت حافلات مليئة بالعصابات المسلحة مبنى الوزارة، تحيط بها مركبات ذات الدفع الرباعي مليئة بالأسلحة."
ومضى المسؤول السوري السابق يقول " أكثر شيء مروع هو عربات المخابرات التي تحمل شارة الهلال الأحمر السوري، والتي من شأنها أن تدخل خلال الاحتجاجات على أنها سيارات إسعاف ثم تبدأ في إطلاق النار على المتظاهرين."
ولا يلقي حمد الكثير من اللوم في المذابح على القوات النظامية السورية، ولكن على جهاز المخابرات والعصابات المسلحة التي جندت لقتل المحتجين على نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال "بشار الأسد لم يعد قادرا على السيطرة على هذه الوحوش البشرية.. لقد وصلنا إلى مرحلة الإبادة الجماعية، وهذا أمر لا يمكن القبول به تحت أي ظرف من الظروف."
ولفت إلى أنه "تم توفير أماكن الإقامة للمسلحين ورواتب عالية بنحو 100 دولار في اليوم،" مضيفا أن الحملة المستمرة منذ نحو 10 شهر في سوريا كلفت الحكومة كثيرا بحيث اضطرت إلى قطع التمويل عن وزارات حكومية أخرى بنسبة 30 في المائة."
وقال حمد إنه يؤيد الثورة من البداية، كما فعل العديد من زملائه، وقال "لفترة من الوقت، كنا نأمل أن يتوقف القتل، وأن يفهم النظام أن الثورة ستنتصر، وربما يجد وسيلة لإرضاء الناس، ولكن لم يكن هناك أي أمل."
وأشار إلى أن وزارة الدفاع السورية بدأت بوضع قيود على موظفيها، وكان ينبغي الحصول على موافقة المخابرات على الإجازات والسفر، حتى انه كذب من أجل الخروج في أواخر ديسمبر/كانون الأول.
وقال حمد "سافرت إلى مصر عبر المطار مع عذر بأنني أريد تسجيل ابني في الجامعة في القاهرة .. وعندما تبعتني بقية العائلة، أعلنت انشقاقي احتجاجا على ما يجري في سوريا."