CNN CNN

خطاب للأسد الثلاثاء و24 قتيلاً بمواجهات الاثنين

الأحد، 05 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

دمشق، سوريا (CNN)-- يعتزم الرئيس السوري، بشار الأسد، إلقاء خطاب الثلاثاء هو الأول له منذ أشهر، في وقت أعلنت لجان التنسيق المحلية، المكونة من ناشطين على صلة بالتحركات الميدانية المعارضة في سوريا، مقتل 24 شخصاً برصاص الأمن، الاثنين، بينما استمرت تداعيات تقرير المراقبين العرب وما جاء في قرار اللجنة الوزارية العربية، إذ نددت جماعة "الإخوان المسلمين" بالتقرير الذي قالت إنه "يساوي الضحية بالجلاد."

وقالت وكالة الأنباء السورية إن الأسد سيلقي قبل ظهر الثلاثاء "خطابا يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الأوضاع محليا وإقليميا."

ويعتبر هذا الخطاب الرابع للأسد منذ بداية الأزمة في سوريا في مارس/آذار الماضي، ويعود آخر خطاب له إلى 20 يونيو/حزيران الماضي.

ميدانيا، وبحسب أرقام لجان التنسيق، فإن القتلى توزعوا بواقع 13 قتيلاً في حمص وخمسة في إدلب وقتيل في كل من حماة ودير الزور ودوما بريف دمشق.

وأفادت اللجان أيضاً أن قوات الأمن هاجمت مظاهرة في دير الزور، كانت قد خرجت تزامناً مع قدوم وفد المراقبين العرب إلى المدينة، في حين اقتحمت قوات الأمن حيي عشيرة وكرم الزيتون وسط إطلاق نار كثيف، كما جرت مظاهرة في برزة بدمشق بالتزامن مع تواجد اللجنة العربية في مستشفى تشرين العسكري.

يشار إلى أن CNN  لا يمكنها تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب على أراضيها.

المجلس الوطني: مبادرة الجامعة لم توقف سفك النظام للدماء

وقال بيان المجلس أنه في الوقت الذي عوّل فيه الشعب السوري على دور عربي فاعل مناصرٍ لقضيته وحقه في الحرية والكرامة، فإنه بعد عشرة أشهر من اندلاع الثورة السورية فإن جامعة الدول العربية "لم تتحرك على نحو يعكس مسؤولياتها تجاه عضو مؤسس فيها بما يؤدي إلى وقف سفك النظام لدماء السوريين."

وقال المجلس إنه يشعر "بخيبة أمل من حالة البطء والارتباك التي تسود تحركات الجامعة حيال التطبيق الواضح لبنود المبادرة التي تنص صراحة على سحب القوات العسكرية إلى ثكناتها والإفراج الكامل عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية، ودخول المراقبين والإعلاميين."

وأكد المجلس الوطني مسؤولية الجامعة العربية في اعتبار مبادرتها وحدة متكاملة، وتأكيد مسؤولية النظام في رفض الالتزام بها، ودعوة الجامعة إلى بدء مباحثات فورية مع الأمين العام للأمم المتحدة لطرح المبادرة على مستوى مجلس الأمن واعتمادها من قبل الدول الأعضاء لإعطائها قوة دفع مطلوبة.

وطلب المجلس من الجامعة "الأخذ بعين الاعتبار نتائج التقرير الذي أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 28 تشرين ثاني/ نوفمبر 2011 وشمل أكثر من 223 ضحية وشاهداً، وتحدث عن ارتكاب النظام السوري 'جرائم ضد الإنسانية' تشمل عمليات قتل وتعذيب واغتصاب واغتيال نفذتها فرق موت يستخدمها النظام."

جماعة الإخوان المسلمين تهاجم تقرير بعثة المراقبة

من جانبها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين السورية المعارضة بياناً تحت عنوان "بعثتهم لم تعد تعنينا،" نددت فيه بدورها بما جاء في تقرير المراقبين العرب واللجنة العربية.

وقال البيان إن الأمانة العامة للجامعة العربية "استرسلت في استرضاء النظام السوري حتى قبل استقبال بعثة المراقبين العرب، تحت شرط وزير الخارجية السوري وليد المعلم،" الذي قال إن توقيع دمشق على البروتوكول لا يعني قبولها بالمبادرة العربية.

وأضاف البيان: "لم يعد غريباً ولا مفاجئاً أن تخرج علينا بعثة المراقبين العرب بتقريرها الذي خلا من أيّ إشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، وبما في ذلك مسؤولية ذلك النظام عن عجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهم!!"

وحول ما تردد عن إشارة التقرير لوجود مسلح قال البيان: "لم يعد غريباً ولا مفاجئاً أن تسوي بعثة المراقبين العرب بين الضحية والجلاد، وأن توازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماء."

واتهمت الجماعة بعثة المراقبين العرب بالسعي لـ"التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر إرادته. وحماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي،" ولكنها شددت على أن ذلك لن يمنع الشعب السوري من مواصلة السعي لتغيير النظام. (شاهد بالصور بعثة المراقبين العرب تشارك في قداس على أرواح ضحايا تفجير الجمعة بدمشق)

دمشق تنتقد تصريحات رئيس الوزراء القطري

أما وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فقالت إن يوسف أحمد، سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، قال إن تصريحات الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، "عكست موقفا مسبقا ومنحازا لبلاده من الأزمة في سورية لايتناسق مع موقعها كرئيس للمجلس الوزاري العربي وللجنة الوزارية العربية المعنية بالأوضاع في سوريا."

ورأى السفير السوري، ردا على تصريحات رئيس وزراء قطر في المؤتمر الصحفي مساء الأحد عقب انتهاء اجتماع اللجنة الوزارية العربية إن الشيخ حمد "وضع نفسه وبلاده في موقف حرج حين حاول أن يتحدث باسم الشعب السوري رغم أنه يعلم تمام العلم موقف الأغلبية الساحقة من الشعب السوري الرافض للتدخل الخارجي في شؤون سورية والرافض للدور السلبي وغير البناء الذي يلعبه الشيخ حمد بن جاسم شخصيا ورسميا باسم دولة قطر في الأزمة التي تشهدها سوريا."

واتهم أحمد المسؤول القطري وبلاده بـ"ممارسة التصعيد السياسي والإعلامي" ضد سوريا "والتناغم مع مواقف بعض الأطراف التي تسعى إلى استدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري بأي ثمن حتى لو كان على حساب الدم السوري إضافة إلى ذهابه بعيدا في مسألة فرض العقوبات الاقتصادية العربية."

وكان الشيخ حمد بن جاسم قد تحدث في مؤتمر صحفي أعقب اجتماع اللجنة العربية، وقال إن مجلس الأمن لا ينتظر من الجامعة العربية إحالة الملف إليه لأن الملف "موجود أمامه، وهو سيد قراره."

وأضاف المسؤول القطري: "الساعة لا ترجع للخلف، والشعب السوري اتخذ قراره وحسم أمره"، وأضاف: "أتمنى من الحكومة السورية أن تكون هناك قرارات حاسمة لوقف حمام الدم، لأن ذلك هو أقصر الطرق لوقف ما يجري، ويجب أن يكون للقيادة السورية قرار تاريخي لتلبية مطالب الشعب السوري."

ولفت الشيخ حمد بن جاسم إلى وجود تاريخ محدد لمسار المعالجة العربية، ولكنه رفض الإفصاح عنه.