دمشق، سوريا (CNN) -- قالت المعارضة السورية إن 23 شخصاً سقطوا برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد خرجت في عدة مناطق السبت، في حين نفت الجامعة العربية وجود أي توجه إلى اتخاذ قرار بسحب المراقبين خلال الاجتماع العربي المقرر الأحد، بينما رفضت حركة حماس الانتقادات التي وجهتها منظمة التحرير لها بسبب الرسالة التي حملتها الجامعة العربية لقيادتها طالبة إيصالها لدمشق بضرورة وقف العنف.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 23 شخصا قتلوا حتى الساعة السبت، بينهم طفل، ويتوزعون بواقع 12 قتيلاً في إدلب وسبعة في حمص وأربعة في حرستا.
ولفتت اللجان إلى مقتل شخص خلال إطلاق النار من قبل قوات الأمن في محاولة لإنهاء اعتصام المعارضة في حي الخالدية بحمص، كما أضافت أن مناطق في بلدة القورية التابعة لمحافظة دير الزور تعرضت للاقتحام بعدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية، ما أدى لإحراق منازل واعتقال 14 شخصا.
كما أشارت إلى تمركز مدرعات أمام "أكاديمية الأسد" وأحد الأفرع الأمنية في حلب التي بدأت تشهد حراكاً متزايداً على وقع المظاهرات المعارضة للأسد ونظامه.
الجامعة العربية واجتماع الأحد.
وفي القاهرة، أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أهمية اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية الأحد، حيث ستناقش اللجنة التقرير الأولي للفريق أول ركن محمد الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا حول ما رصده الفريق على أرض الواقع في مختلف المناطق السورية.
ولفت بن حلي إلى أنه في ضوء تقرير الفريق الدابي سيقرر اجتماع اللجنة الوزارية الخطوات المقبلة، ولفت إلى أن تقرير بعثة المراقبين سيشمل صورا وعددا من الخرائط والمعلومات التفصيلية والشاملة حول الأحداث التي شاهدها فريق المراقبين على أرض الواقع في سوريا واستعراض نتائج مهمتهم هناك.
ولفت السفير بن حلي إلى أن مهمة البعثة الأولى هي "وقف أعمال العنف" وأضاف:" ولكن هذا الأمر يتطلب تعاون النظام السوري بشكل كبير،" وفقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء القطرية، وتعقد جلسة لجنة المتابعة العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.
من جانبه، أكد السفير عدنان عيسى الخضير، الأمين العام المساعد بالجامعة العربية رئيس غرفة عمليات الجامعة المعنية بمتابعة أوضاع بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، إنه لا أحد يتحدث عن سحب المراقبين من الدول العربية، ولكن الطلبات للأمانة العامة هي دعم بعثة المراقبين بمزيد منهم حيث طلبت فلسطين وموريتانيا والصومال إرسال مراقبين جدد سيصلون هذا الأسبوع إلى دمشق للانضمام إلى الفرق الموجودة على الأراضي السورية.
وأضاف أن عشرة من المراقبين من الأردن سيصلون إلى دمشق في وقت لاحق السبت للانضمام إلى فرق المراقبين موضحا أن 43 مراقبا وصلوا الجمعة إلى دمشق، وهم من الكويت، والبحرين، والسعودية، والعراق، ومصر، وأشار إلى أن عدد المراقبين الموجودين على الأراضي السورية اليوم بلغ 153 مراقبا وسيصبح 163 بعد وصول المراقبين الأردنيين العشرة.
وأضاف الخضير أن الدابي سيصل إلى القاهرة السبت قادما من دمشق حاملا تقريره التمهيدي الأولي لعرضه على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، وأكد أن قرار سحب المراقبين من من عدمه يعود لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته. مؤكدا أن جميع الدول العربية تشارك في فرق المراقبة في سوريا، ما عدا لبنان الذي نأى بنفسه عن هذا الموضوع.
حماس والوساطة مع سوريا.
وفي قطاع غزة، انتقد القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، تصريحات الناطق باسم منظمة التحرير ياسر عبد ربه، حول دور رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس،" خالد مشعل، حيال الأوضاع في سوريا، بعد أن أعلن أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، أنه حمله رسالة إلى دمشق يحضها فيها على وقف العنف.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام التابع للحركة عن البردويل قوله إن سياسة "حماس" هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، مشدداً على أن الفلسطينيين في سوريا يُعدّون بمئات الآلاف، الأمر الذي "يلزم القيادة الواعية الملتزمة بحماية مصالح أبنائها، تجنيبهم أية تداعيات للأحداث في سوريا،" على حد تعبيره.
واعتبر البردويل أن هذه الاعتبارات هي "الدافع الأساسي لتحرك حماس للوساطة المحمودة،" وأضاف إن الحركة، ومنذ اللحظة الأولى للأحداث في سوريا، "نصحت القيادة السورية بعدم التعامل الأمني مع إرادة الشعب، وذلك انطلاقاً من الحرص على الدم السوري الغالي وعلى استقرار سوريا،" وفق ما جاء في تصريحه.