نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- وصف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، دعوة بعض الأطراف الدولية للرئيس بشار الأسد، بالتنحي عن السلطة، بأنها "تدخلاً سافراً في الشأن السوري الداخلي، في الوقت الذي اتهم فيه الدول المجاورة لبلاده، بتقديم دعم مادي لمن أسماهم "الإرهابيين"، الذي ينادون بإسقاط نظام الأسد.
وقال المعلم، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاثنين، إن دولاً مثل المملكة العربية السعودية، وقطر، وليبيا، بالإضافة إلى تركيا، وغيرها، بتقديم السلاح والتمويل والتدريب وإيواء "المجموعات الإرهابية المسلحة"، في إشارة إلى مسلحي المعارضة، الذين يخوضون معارك عنيفة ضد القوات الحكومية.
وبينما اعتبر وزير الخارجية السوري، خلال اليوم الأخير للاجتماع الدولي، الدعوات الدولية للرئيس الأسد بالتخلي عن السلطة، تمثل "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لسوريا، ووحدة الشعب السوري وسيادته"، فقد شدد على أن بلاده مازالت تؤمن بالحل السياسي "خطاً أساسياً"، للخروج من الأزمة القائمة منذ ما يزيد على عام ونصف.
وجدد المعلم دعوته لـ"كل الأطياف السياسية داخل سوريا وخارجها، إلى حوار بناء تحت سقف الوطن"، مؤكداً أن "أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد الحوار البناء"، مشيراً إلى أن حكومة بلاده كانت أول من بادر بالدعوة للحوار في بداية الأحداث بسوريا، في مارس/ آذار من العام الماضي، لافتاً إلى أنها لم تلق استجابة من أطراف المعارضة.
جاءت كلمة وزير الخارجية السوري وسط حالة من الجدل المتزايد تشهدها أروقة الأمم المتحدة، بعد دعوة عدد من المتحدثين أمام الجمعية العامة، إلى تكثيف الضغوط على الرئيس الأسد، وإتاحة الفرصة أمام الشعب السوري لاختيار نظام حكم يعبر عنه.
ففي كلمته أمام الاجتماع نفسه، أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على ضرورة وضع "نهاية" لنظام بشار الأسد، وكذلك معاناة الشعب السوري، مشدداً على أن مستقبل سوريا لا يجب أن يكون بيد "ديكتاتور يذبح شعبه"، متهماً إيران بالمساعدة في الإبقاء على نظام الأسد.(المزيد)
وتصدر الملف السوري كذلك كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قال أمام اجتماع الجمعية العمومية، إن الوضع في سوريا يتدهور يوماً بعد يوم، معتبراً أن الأزمة لم تعد محصورة فقط في سوريا، بل أصبحت أزمة إقليمية، وتهدد الأمن والسلام الدوليين.
أما الرئيس المصري، محمد مرسي، فقد وصف ما يجري في سوريا بأنه "مأساة هذا العصر"، داعياً إلى تحرك جماعي لإنهائها، إلا أنه كرر موقفه المعارض للتدخل الخارجي في سوريا، وأعرب عن دعمه لمهمة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي.
وجاءت أقسى الانتقادات للنظام السوري على لسان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي دعا إلى تدخل عسكري عربي في سوريا، في ظل ما وصفه بـ"عجز" الجهود الدولية عن وقف إراقة الدماء، مؤكداً أن "الوضع في سوريا بلغ مراحل لا تحتمل." (القصة كاملة)