CNN CNN

تشوركين: الأسد ليس القذافي وندعم بعثة المراقبة

السبت، 10 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)

لندن، بريطانيا (CNN) -- اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، الدول الغربية بتصعيد الوضع في سوريا عبر دعوة الرئيس السوري بشار الأد للرحيل عن السلطة، مشيراً إلى أن الأخير ليس الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي كان معزولا، بينما استبعد السفير الأمريكي السابق بدمشق، تيد قطوف، حصول تدخل عسكري غربي أو تركي.

وقال تشوركين، في حديث لـCNN الجمعة، إن هناك "مزاعم" حول قيام دول غربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية، معتبراً أنه في حال ثبوت صحة ذلك فسيكون الوضع "خطيراً،" وستتجه الأمور إلى "نزاع مسلح بالكامل."

ولدى سؤاله عن استمرار روسيا ببيع السلاح لسوريا قال تشوركين: "لدينا صفقات ونحترمها،" مضيفاً أنه حتى في حال وقف بيع السلاح للحكومة السورية فلن يكون هناك من وسيلة للتأكد من عدم وصول أسلحة للمجموعات المسلحة التي قال إنها تعمل في سوريا، كما حصل في ليبيا على حد تعبيره.

واعتبر تشوركين أن الحديث عن نجاح الثورة في المحافظة على سلميتها لفترة طويلة سبقت الأحداث المتصاعدة حالياً أمر "غير صحيح،" مضيفاً أن القتيل الأول في عناصر الأمن السورية سقط منتصف مايو/أيار الماضي، مضيفاً أنه "كان هناك مظاهرات سلمية" ولكنها انتهت وحلت مكانها "تحركات مسلحة تهاجم السلطة وهي مسؤولة عن العنف."

وأعاد المندوب الروسي قرار بلاده باستخدام الفيتو في مجلس الأمن إلى أن المشروع السابق دعا لوقف العنف الحكومي ولم يقل شيئاً عن المسلحين، مضيفاً أن سوريا دولة متعددة الطوائف، ما قد يسبب الكثير من القلق.

وأيد تشوركين عودة المراقبين العرب إلى سوريا، وانضمام بعض المراقبين من الأمم المتحدة إليهم، مشيراً إلى إمكانية العمل لوضع تفويض دولي يحدد صلاحياتهم، وأكد أن النظام السوري يطبق إصلاحات دستورية في سوريا وسيجري انتخابات قريبة، ما قد يفتح الباب أمام تطور في النظام سياسي.

ولدى سؤاله حول التقارير عن مقتل المئات في حمص بعد زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى دمشق قال تشوركين: "نحن نؤمن بما يحصل على الأرض، هناك وعود من كافة الأطراف والأسد وعد بتطوير النظام السياسي وتقديم دستور ونحن نعمل مع الحكومة السورية للإصلاح ووقف العنف ونعمل بنشاط في الموضوع الدبلوماسي."

وقال المندوب الروسي إن بلاده تؤمن بضرورة حصول تقدم بالنظام السياسي السوري، وتعتبر أن الستاتيكو الراهن غير قادر على الاستمرار، مؤكداً أن الأسد اتخذ قرارات إصلاحية وكلف نائبه، فاروق الشرع، الاتصال بالمعارضة التي حملها مسؤولية إفشال الحوار.

وأضاف: "للغرب أسلوب في التعامل يقوم على مهاجمة الأسد وهذا سيؤدي لمقتل عشرات الآلاف وتهديد المنطقة.. نحاول منع الحرب الأهلية ولكن منذ بداية الأحداث في سوريا ونحن نسمع أن الأسد فقد شرعيته وهناك من يحاول أن يشبه الوضع بما جرى في ليبيا ولكن سوريا ليست ليبيا والأسد مختلف كلياً عن القذافي الذي كان معزولاً تماماً."

من جانبه، نفى تيد قطوف، السفير الأمريكي السابق في سوريا، وجود إشارات إلى تصعيد عسكري محتمل ضد نظام الأسد، قائلاً إنه قبل أيام جرى رفض مشروع قرار يتعلق بسوريا في مجلس الأمن، ما دفع الأسد إلى السعي لسحق المعارضة بعد أن شعر بحصوله على دعم صيني وروسي.

وأضاف: "لقد شعر الأسد أنه قد بات لديه نافذة ضيقة للتحرك، وباشر باستخدامها بالكامل ضد المعارضة المناهضة لحكمه، وخاصة في الأحياء التي تتواجد فيها العناصر المسلحة في حمص."

ولدى سؤاله عن الوضع الداخلي في سوريا قال قطوف لـCNN: "النظام السوري أقلوي، وأنا أقصد هنا أن الرئيس ينحدر من طائفة متفرعة عن الشيعة وتشكل 10 أو 12 في المائة من السكان، بينما يشكل المسلمون السنة العرب ما بين 67 و70 في المائة من السكان، وقد عانوا الكثير من التمييز والفقر والأمور المماثلة ويريدون رحيل هذا النظام."

وأضاف: غير أن العلويين، الذين يسيطرون على الاستخبارات والجيش، يشعرون أنهم في حال فقدان السلطة سيكونون عرضة للتعامل القمعي... وعلينا أن نفهم أنه ما من قوة، بما في ذلك تركيا المجاورة لسوريا، على استعداد لاستخدام القدرات العسكرية لإسقاط الأسد حاليا، غير أن ذلك قد يتغيّر مع مرور الوقت،" على حد تعبيره.