القاهرة، مصر (CNN)-- وصفت الحكومة السورية قرار جامعة الدول العربية بدعوة مجلس الأمن لإيفاد بعثة مراقبة دولية إلى سوريا، بأنه يعكس "حالة الهستيريا والتخبط"، التي تعيشها حكومتا قطر والسعودية، كما أكدت دمشق أنها "غير معنية" بأي قرار يصدر عن الجامعة العربية في غياب سوريا.
وقال سفير سوريا بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف أحمد، أن قرار المجلس الوزاري العربي قد "عكس بشكل فاضح، حقيقة اختطاف العمل العربي المشترك، وقرارات الجامعة، وتزييف الإرادة العربية الجماعية من حكومات دول عربية تتزعمها كل من قطر والسعودية."
وأصدر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، في وقت متأخر من مساء الأحد، قراراً بإنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار لتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة، للمراقبة والتحقق من نفاذ وقف إطلاق النار في سوريا.
كما دعا المجلس إلى "الوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل للمدنيين الأبرياء"، و"إعادة الجيش والآليات العسكرية إلى ثكناتها ومواقعها الأصلية، وتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين"، و"التأكيد على الالتزام بالتنفيذ الكامل بكافة قرارات مجلس الجامعة السابقة"، بشأن خطة الحل السلمي للازمة السورية.
وفور صدور القرار، أكد السفير السوري لدى الجامعة، بحسب بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن القرار "أظهر حالة الهستيريا والتخبط التي تعيشها حكومات هذه الدول (قطر والسعودية)، بعد فشلها الأخير في مجلس الأمن الدولي، لاستدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري، واستجداء فرض العقوبات على الشعب السوري."
كما اعتبر البيان أن "هيمنة سياسات وتوجهات حكومات بعض الدول العربية، وخاصةً قطر والسعودية، على آليات العمل العربي، وعلى اجتماعات وقرارات الجامعة، بخصوص سوريا، قد باتت تشكل خروجاً فاضحاً على ميثاق جامعة الدول العربية، وعملاً عدائياً مباشراً يسعى، عبر ممارسة التحريض السياسي والإعلامي، إلى استهداف أمن سوريا واستقرارها."
كما اتهم البيان "ذات الحكومات العربية"، أي قطر والسعودية، بالوقوف وراء "إفشال أي حل سياسي متوازن للأزمة في سوريا، وهي من تعمل على محاصرة الشعب السوري بالعقوبات الاقتصادية، وهي من ترفض الدعوة إلى وضع حدٍ للعنف والإرهاب وتدمير البنى التحتية في البلاد.
وفيما أشار البيان إلى أن نفس الدول "تتجاهل إدانة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف أرواح وممتلكات السوريين"، فقد اتهمها أيضاً بأنها "تقوم بتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة علناً، أو تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية"، في إشارة إلى بعض الحملات التي أطلقتها تلك الدول لدعم المعارضة السورية.
وقال السفير السوري إن "الاستعراض الإعلامي"، الذي مارسه بعض وزراء الخارجية العرب، عكس "المواقف العدائية وغير المتزنة لهذه الدول تجاه سوريا"، مبدياً استغرابه من "تأثر بعض الوزراء بما يزعمونه كذباً، عن جرائم ضد الشعب السوري، في الوقت الذي تقوم قوات الأمن في بلادهم بقتل المتظاهرين المدنيين العزل علناً"، في البحرين، و"القطيف" شرقي المملكة العربية السعودية.