CNN CNN

روسيا تستبعد حربا باردة ودمشق تحذر الأمم المتحدة

الأحد، 18 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استبعد المندوب الروسي بالأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، اندلاع "حرب باردة،" مع واشنطن بسبب سوريا، واعتبر أن سحب السفراء من دمشق قد يدل على "التحضير لصراع واسع،" بينما اعتبر المندوب السوري بشار الجعفري، أن الأوضاع الحالية بعد تصويت الجمعية العامة ضد دمشق قد تؤدي إلى "انهيار" الأمم المتحدة.

وقال تشوركين، في مقابلة مع قناة "إن تي في" الروسية نقلتها وكالة "نوفوستي" الرسمية للأنباء، إن هناك "محاولات تبذلها بعض القوى لتشويه سمعة روسيا في أعين البلدان العربية،" وحذر من التحضير لتوسيع الصراع بعد "سحب السفراء العرب والأوروبيين من سوريا."

 واستبعد تشوركين في الوقت ذاته أن تؤدي الخلافات الحالية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن المسألة السورية إلى نشوب "حرب باردة" بين الدولتين، واعتبر أنه إذا "استمر الغرب في دفع الأوضاع في سورية إلى التدهور أكثر فأكثر لينتقل عدم الاستقرار إلى إيران ولبنان وغيرهما من بلدان المنطقة، فستظهر من جراء ذلك مشاكل لدى الأوروبيين، وكذلك الولايات المتحدة التي تقف على أبواب الانتخابات الرئاسية."

كما نفت السفارة الروسية في دمشق الخميس ما أفادت به وسائل إعلام أجنبية عن إرسال قوة خاصة روسية وكمية كبيرة من الأسلحة إلى دمشق بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إلى سورية في السابع من شباط/فبراير الحالي.

كما نفت السفارة أن يكون الوفد الروسي قد جلب معه وقتذاك "صورا التقطتها أقمار تجسس اصطناعية لمواقع تواجد المعارضة السورية المسلحة" في النقاط الساخنة من سوريا.

من جانبه، اعتبر المندوب السوري في مجلس الأمن، بشار الجعفري، أن الجامعة العربية عبر تقديمها مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة "تحطمت سياسيا وأخلاقيا،" كما حذر من "انهيار" الأمم المتحدة، وقال إن ذلك سيحصل "أخلاقياً ثم داخياً."

ولدى سؤاله حول إمكانية أن تسمح السلطات السورية بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة في حمص كي يتاح إخراج النساء والأولاد من المدينة المحاصرة قال الجعفري مستغرباً: "وقف إطلاق نار؟ نحن لسنا في حرب أهلية! نحن لسنا في صراع مسلحّ!"

وكان الجعفري قد ألقى كلمة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال فيها إن طرح موضوع سوريا في إطار ثلاثة بنود مختلفة تماما عن بعضها البعض خلال فترة عشرة أيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "يؤكد أن سوريا مستهدفة من حيث المبدأ وليس لأي سبب آخر."

ورأى الجعفري أن مشروع القرار المقدم حول سوريا في الأمم المتحدة "متحيز بامتياز ولا يمت إلى ما يجري على الأرض في سوريا بصلة،" كما اتهمه بـ"تعمد عدم تحميل المجموعات الإرهابية المسلحة مسؤولية الهجمات الإرهابية التي تشنها ضد مؤسسات الدولة وضد المدنيين" على حد تعبيره.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة قد صوتت الخميس بأغلبية الأعضاء على قرار غير ملزم يدعم خطة الجامعة العربية التي تدين العنف الممارس ضد المحتجين في سوريا وتدعو إلى سحب القوات العسكرية من المدن وإنهاء القمع وفتح باب الحوار الممهد لانتقال سياسي ديمقراطي في سوريا.
 
وأيد القرار، الذي يعتبر رمزيا، 137 عضوا، واعترض 12 بينما امتنع 17 عن التصويت. الدول التي صوتت ضد القرار، هي روسيا والصين وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وبوليفيا والإكوادور وروسيا البيضاء وزيمبابوي وكوبا، بالإضافة إلى سوريا.

وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل في الرابع من شباط/فبراير من إصدار قرار مماثل لما أقرته الجمعية العمومية الخميس، الذي يدين القمع في سوريا بسبب الفيتو الروسي والصيني.