حمص، سوريا (CNN)-- سقط 61 قتيلاً، على الأقل، خلال مواجهات مع القوات السورية الموالية للنظام، بمختلف مدن البلاد التي شهدت، الجمعة، احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ"جمعة المقاومة الشعبية"، في حين تستعد منطقة "بابا عمرو" في حمص، لعملية عسكرية واسعة يتوقع أن يشنها الجيش السوري ، السبت، وفق ما أفاد ناشطون.
وفي الأثناء، أشار نائب وزير الخارجية الصيني، تشاي جيون، عقب مشاورات أجراها مع نظيره السوري، فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، الجمعة، إلى أن سيادة ووحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية يجب أن تحترم من قبل جميع الأطراف ومن قبل المجتمع الدولي.
ويذكر أن الصين، بجانب روسيا، استخدمت حق الفيتو لإجهاض مشروع قرار عربي-غربي لحل الأزمة في سوريا، بدعوى أنه يجب إعطاء سوريا مهلة لحل الأزمة دون إملاءات خارجية.
احتجاجات حاشدة بـ"جمعة المقاومة الشعبية"
نزل آلاف السوريين إلى شوارع المدن الرئيسية، في كل من أدلب، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى ضواحي دمشق، في احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ"جمعة المقاومة الشعبية"، في تصعيد جديد لتحركات المعارضة في الدولة العربية، التي يعتقد البعض أنها باتت على مقربة من "حرب أهلية" واسعة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إنها أحصت 613 مسيرة احتجاجية بمدن سورية شتى، 158 منها في محافظة "أدلب" وحدها.
وقالت اللجان، وهي إحدى جماعات المعارضة السورية، التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد نظام الأسد، بأن 61 شخصاً، على الأقل، سقطوا خلال المواجهات مع القوات الموالية للحكومة، من بينهم 12 جندياً منشقاً تم إعدامهم في بلدة "جاسم" بمحافظة درعا.
ومن جانبه، أشار النظام السوري، وبحسب ما نقلت وكالة أنباء "سانا"، إن ستة من قوات الأمن النظامي قتلوا على يد "جماعات إرهابية مسلحة"، الذين تحملهم السلطات مسؤولية عنف ناجم عن حملة قمع عسكرية أطلقها لسحق احتجاجات مناهضة تطالب بالتغيير والديمقراطية.
نشطاء: عملية عسكرية كبرى متوقعة ضد بابا عمرو
وإلى ذلك، قالت ديما موسى، وهي عضوة بالمجلس الثوري لحمص"، و"المجلس الوطني السوري"، تقيم في شيكاغو وعلى اتصال مباشر مع عناصر عسكرية بسوريا، إن النظام يعتزم شن غزو بري موسع على منطقة "بابا عمرو"، صباح السبت.
وأضافت موسى: "يخططون لتنفيذ عملية واسعة مهما كلف ذلك من ثمن، وبصرف النظر عن الضحايا الذين قد يسقطون حتى لو استدعى الأمر إبادة جميع من بالمنطقة."
وتابعت: "قوات الأسد تحركت من كافة الجهات منذ ظهر اليوم"، باتجاه المدينة التي تعاني من وضع إنساني كارثي مع نفاد المواد الغذائية والطبية وقطع إمدادات المياه عنها.
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من هذه التقارير نظرا لقيود صارمة يفرضها النظام السوري على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيه.
دعوة بريطانية فرنسية لتشديد الضغوط على الأسد
وفي الأثناء، جددت بريطانيا وفرنسا إدانتهما للعنف في سوريا، الذي وصفتاه بأنه يرقى ليكون جرائم ضد الإنسانية، وأكدتا زيادة اتصالاتهما مع المعارضة، وعزمهما على توثيق الجرائم المرتكبة لمحاسبة مرتكبيها.
ولفت رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في بيانهما المشترك عقب قمة باريس، الجمعة، إلى أن لندن وباريس ستعملان على زيادة اتصالاتهما مع المعارضة السورية.
وجددا، في بيان مشترك، إدانتهما لأعمال العنف الفظيعة في سوريا والتي قد "ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية"، وفق ما قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وطالبا بوقف العنف فورا.
كما دعا الزعيمان الاتحاد الأوروبي إلى تبني عقوبات جديدة بهدف زيادة الضغوط على الأسد، ومن بين هذه الإجراءات تجميد أرصدة المصرف المركزي السوري، بحسب الخارجية البريطانية.