تونس (CNN)-- كشفت مصادر دبلوماسية لـCNN أن مؤتمر "أصدقاء سوريا"، الذي تستضيفه العاصمة التونسية، الجمعة، سيبحث فكرة إرسال قوات حفظ سلام مشتركة، من قوات عربية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، إلى سوريا، بعد انتهاء أعمال العنف التي تشهدها الدولة العربية منذ ما يقرب من عام، وراح ضحيتها آلاف القتلى.
ومن المتوقع أن يركز الاجتماع، الذي يشارك فيه ممثلو الدول الكبرى، باستثناء روسيا والصين، على مناقشة اقتراحات خاصة بإرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في سوريا، وحث نظام الرئيس بشار الأسد على وقف إطلاق النار، كما سيبحث الاعتراف بالمجلس الوطني، الذي يمثل المعارضة في سوريا.
وذكرت مصادر مطلعة لـCNN أن بعض الدول العربية بدأت بالفعل بتزويد أطراف من المعارضة بالأسلحة، للتصدي لحملة القمع التي تشنها قوات الأسد لسحق معارضيه، منذ بدء الاحتجاجات المناوئة له، وهي الأكبر على الإطلاق منذ توليه رئاسة سوريا خلفاً لوالده، قبل نحو 12 عاماً.
تتزامن هذه التطورات الدبلوماسية مع دخول الحملة العسكرية التي تشنها القوات الحكومية على حمص أسبوعها الثالث، حيث تتعرض المدينة، التي أصبحت رمزاً للمعارضة، لحصار شامل وقصف عنيف، بقذائف المدفعية الثقيلة والدبابات، بالإضافة إلى القذائف الصاروخية التي خلفت دماراً واسعاً في المدينة.
وأفادت مصادر بالمعارضة بسقوط ما يزيد على 20 قتيلاً بنيران القوات الموالية لنظام الأسد الجمعة، من بينهم 13 قتيلاً سقطوا في حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعشية انطلاق مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس، ذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية أن أكثر من مائة قتيل سقطوا في مواجهات مع قوات الأسد الخميس، من بينهم 14 طفلاً، إضافة إلى 17 جثة لأشخاص مجهولين، تم العثور عليها في سجن عسكري بمنطقة "جبل الزاوية" بمحافظة إدلب.
وأبلغ سكان محليون لجان التنسيق، التي تتولى تنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة للأسد، بأن هذه الجثث يُعتقد أنها لجنود تمت تصفيتهم بعد انشقاقهم عن الجيش النظامي.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة هذه الأخبار بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
وأبلغت مصادر دبلوماسية CNN، في وقت سابق الخميس، بأن عدداً من الدول العربية بدأت بتزويد مسلحي المعارضة السورية "الجيش السوري الحر"، بدعم عسكري، يشمل أسلحة ومقاتلين، ولم تفصح تلك المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع، عن أسماء تلك الدول.
وبالعودة إلى الجهود الدولية لوقف العنف في سوريا، أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، مبعوثاً خاصاً مشتركاً بشأن الأزمة السورية.
وذكر بيان للأمم المتحدة أن المبعوث الخاص سيقوم ببذل "المساعي الحميدة"، الهادفة إلى إنهاء جميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتعزيز الحل السلمي للأزمة السورية، مشيراً إلى أنه سيتم اختيار نائب للمبعوث الخاص المشترك من المنطقة العربية.
وسيجري عنان مشاورات مع جميع الأطراف المعنية، داخل وخارج سوريا، من أجل "إنهاء العنف والأزمة الإنسانية، وتسهيل التوصل إلى حل سياسي جامع بقيادة سوريا، يلبي التطلعات الديمقراطية المشروعة للشعب السوري من خلال الحوار السياسي الشامل بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة."
كما أشار بيان صدر عن الأمانة العامة للجامعة العربية الجمعة، تلقته CNN بالعربية، إلى أن العربي عقد اجتماعاً مع كي مون، في وقت سابق الخميس، قبل أن ينضم الاثنان إلى اجتماع رباعي، ضم كذلك مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي.