دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قررت دول الخليج استدعاء سفرائها من سوريا، والطلب من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها "بشكل فوري،" ودعت الدول العربية التي ستجتمع خلال أيام لبحث الملف السوري إلى "اتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب، في خطوة مماثلة لما سبق أن فعلته واشنطن ولندن وباريس وتونس.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تلك الدول: "تتابع ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية."
وأضاف البيان أن السعودية التي ترأس دورة المجلس الحالية: "تعلن بأن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق."
ورأت دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم "أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل."
وأعربت دول الخليج عن شعورها بـ"الأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته."
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أنها قررت استدعاء السفير الفرنسي في دمشق، وذلك رداً على "القمع المتصاعد" الذي يمارسه النظام ضد شعبه.
وبذلك تنضم فرنسا ودول الخليج إلى الولايات المتحدة وإيطاليا وأسبانيا التي أعلنت الاثنين أنها أغلقت سفارتها في دمشق وقامت بسحب طاقمها الدبلوماسي بعد أن رفضت السلطات السورية الاستجابة لطلبات قدمتها واشنطن قبل أسابيع من زيادة الإجراءات الأمنية لحماية مقرات بعثتها بسبب الأحداث الجارية في البلاد، بينما استدعت لندن سفيرها للتشاور.
وبحسب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن الوضع الذي يزداد صعوبة في سوريا جعل من المستحيل بالنسبة للسفارة الأمريكية مواصلة العمل وإبقاء طاقمها، مضيفاً أن الحكومة السورية: "وصلت إلى مرحلة من التمدد المفرط لأجهزتها بحيث باتت السيطرة على عناصر العنف المختلفة أمرا يفوق طاقتها."
من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطانية، ويليام هيغ، خلال جلسة استماع في مجلس العموم، أن بلاده قررت استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور، ولكنه شدد على دور السلطات السورية في مواصلة حماية مقر البعثة الدبلوماسية لبلاده.